أكد معالي أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية، أن الاستشراف والابتكار والمرونة تمثل الدعائم الرئيسية في تعزيز أداء الإدارة الحكومية في عالم متغير.
جاء ذلك في افتتاح أعمال منتدى الإدارة الحكومية العربية الأربعاء، ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات 2022، التجمع العالمي الأبرز والحدث الأهم من نوعه في أجندة صناع القرار في أكثر من 190 دولة.
وأشاد أمين عام جامعة الدول العربية بأداء حكومة الإمارات ووزرائها، وما يعكسه من مستوى تعليم وانضباط والتزام بالممارسات الحكومية والإدارية الفُضلى، مؤكداً أن الإمارات هي موطن الريادة بفضل الرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله، الذي أطلق أفكاراً استباقية ومناهج مبكرة لإرساء دعائم العمل الحكومي بقيادة كفاءات شابة ترسم ملامح المستقبل.
وقال أبو الغيط: “يطيب لي أن أشارككم في افتتاح منتدى الإدارة الحكومية العربية لنتحدث عن مستقبل العمل الحكومي وريادة التطوير، ونحن نجتمع في الإمارات التي تمثل موطن الريادة”، وأشار إلى أن المتابع لأداء حكومة الإمارات ووزرائها الشباب، يشعر بالإعجاب بمستوى التعليم والانضباط والالتزام بالممارسات الحكومية والإدارية الفُضلى.
وأضاف: “الإدارة الحكومية هي قاطرة التنمية في غالبية الدول إن لم يكن في جميعها. وبالنظر إلى التجارب العالمية خلال الأزمات الماضية، نرى أنه عندما تشتد المخاطر يلجأ الجميع إلى الإدارة، وهو ما أثبتته الأزمة المالية العالمية عام 2008، التي كبدت الدول خسائر فادحة مع إفلاس الشركات والبنوك، فسارعت الحكومات للتدخل بشكل طارئ لاحتواء التداعيات الاجتماعية والاقتصادية، وتكرّر المشهد لاحقاً مع جائحة “كوفيد-19″ التي تسبّبت في حالة من الإرباك، ما دفع الناس إلى اللجوء لحكوماتهم لإيجاد حلول للتأثيرات على الصحة والتعليم وسلاسل إمداد الغذاء، وإن دلّ ذلك على شيء فهو يدل على أنّ الحكومات هي وحدها القادرة على قيادة المجتمعات والاقتصادات للخروج من الأزمات الطارئة”.
تحولات جذرية
وتابع أبوالغيط: “لم تكن تجربة كورونا سلبية بمجملها إقليمياً، فعلى رغم قلة الوسائل مقارنة بالدول المتقدمة أثبت العالم العربي نجاحه في مواجهة الأزمة والحد من مستوى الوفيات، وفي ظل التحوّلات الجذرية الناجمة عن أزمة كورونا، التي أحدثت تغييراً في السلوك البشري والإنساني نتيجة اتساع نطاق تبني التكنولوجيا والاعتماد على العمليات الافتراضية في التجارة والتعليم والعمل، تتجه الحكومات نحو التركيز على قضايا الصحة والأوبئة والاستجابة للكوارث والأزمات”.
ودعا أبو الغيط إلى دعم بناء القدرات الحكومية، بناء على أولويات تولي الاهتمام الأكبر لعناصر الاستشراف والابتكار والمرونة، وقال: “تبرز الإدارة الحكومية باعتبارها ركيزة أساسية لتعزيز نموذج الحكومات المرنة القادرة على مجابهة الأزمات برؤية استشرافية للتنبؤ بالأزمات قبل وقوعها. وهنا، أدعوكم جميعاً إلى بناء القدرات الحكومية وإعادة ترتيب الأولويات استناداً إلى دعائم قوامها الاستشراف والابتكار والمرونة لتعزيز أداء الإدارة الحكومية وكفاءتها في مجابهة عالم متغير يمثل عدم اليقين سمته السائدة.”
ويعكس المنتدى توجهات القمة العالمية للحكومات، لتعزيز الريادة في العمل الحكومي العربي، وترسيخ التعاون العربي الهادف للنهوض بالإدارة الحكومية العربية، ويجسد ريادة القمة كمنصة عالمية لصناعة المستقبل تجمع أكثر من 30 منظمة عالمية، وتستضيف أكثر من 4000 مشارك من كبار المسؤولين الحكوميين والخبراء وقادة القطاع الخاص، لاستشراف مستقبل الحكومات ضمن أكثر من 110 جلسات رئيسية حوارية وتفاعلية.
وركزت القمة العالمية للحكومات منذ إطلاقها عام 2013، على استشراف حكومات المستقبل وبناء مستقبل أفضل للبشرية، وساهمت في تأسيس منظومة جديدة للشراكات الدولية القائمة على إلهام واستشراف حكومات المستقبل.
المصدر: البيان