كاتب بصحيفة الحياة
نُشر خبر قبل أيام لم يأخذ حقه من الاهتمام، ويقول إن المحكمة الجزائية في الرياض ستبدأ خلال الأيام المقبلة محاكمة التوأمين الداعشيين اللذين أقدما على قتل والدتهما وأصابا والدهما وشقيقهما، في حي الحمراء في مدينة الرياض في شهر رمضان الماضي. والجريمة التي صدمت المجتمع السعودي لم تكن الوحيدة من نوعها، والمشكلة أن الإعلام المحلي يهتم بالحدث الآني من دون اهتمام بمتابعة تطوراته، خصوصاً في قضية هي في غاية الأهمية والحساسية مثل هذه القضية المؤلمة.
إن متابعة هذه المحاكمة والغوص في تفاصيل المسببات، ومعرفة من أثر وكيف أثر في هذين الشابين (20 عاماً)، ضرورة ليعلم المجتمع عن مصادر الخطر الذي غرر ببعض الشباب ليرتكبوا مثل هذه الجرائم البشعة. فالأم- رحمها الله- ورحمةً بابنيها عندما علمت بنيّتهما السفر والانضمام إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، هددتهما بإبلاغ الشرطة، فاقترف التوأمان الجريمة.
ما يجب عدم التهاون به أن الذي صنع تنظيم «داعش» ومكّنه من التأثير، يستطيع بل ويتوقع أن يصنع مثلها بأسماء أخرى، ومعلوم أن «داعش» الإرهابي صناعة استخباراتية استغلت شعارات دينية براقة ومؤثرة على السذج وصغار السن، وطار بها البعض حتى روجوا لها. وكما فعلت «القاعدة» التي تحولت «جبهة نصرة» ثم تلوّنت باسم جديد، كانت النتيجة أن شباباً من مجتمعنا وقعوا في الفخ وتحولوا أعداءً وقتلة لأقاربهم وتهديد لوطنهم ومجتمعهم. ونشاهد الآن النتائج في سورية وكيف حقق تنظيم «داعش» الإرهابي أهداف إيران ونظام الأسد وكيف كانت جرائمه في العراق مبرراً لاستجلاب الميليشيات الإيرانية الطائفية ونُسخها العراقية، حتى أصبح السنّة في سورية والعراق إما مقتولين أو مهجرين مهمشين بعد تدمير مدنهم وقراهم.
المصدر: الحياة