كشف المتحدث الرسمي لحرس الحدود في منطقة مكة المكرمة العقيد بحري صالح الشهري عن وجود عدد من أسماك القرش على امتداد منطقة الكورنيش الشمالي في جدة، وصولاً إلى منطقة المرجان على شاطئ البحر الأحمر، رصدتها عدد من الدوريات البحرية في المنطقة بشكل مستمر.

وأوضح العقيد الشهري في تصريح لـ «الحياة» أن قيادة حرس الحدود في منطقة مكة المكرمة وضعت لوحات إرشادية تمنع السباحة في المناطق التي توجد بها أسماك القرش، كما أنها لا تنصح المواطنين بالتعامل مع الكائنات ذات الأحجام الكبيرة أثناء ممارسة هوايات السباحة والغوص في البحر الأحمر، مؤكداً عدم رصد أي حالات هجوم أو اعتداء من أسماك القرش على مرتادي البحر الأحمر في جدة.

وأفاد بدخول بعض أسماك القرش إلى منطقة شاطئ الإسكندرية شمال منطقة أبحر التي يسمح فيها بممارسة السباحة عادة، إلا أن حرس الحدود تسارع بإبلاغ فرع وزارة الزراعة والثروة السمكية في حال رصدها القروش، لإبعادها عن المناطق المسموح بالسباحة فيها.

وأضاف «أسماك القرش تنتقل في مناطق البحر الأحمر كافة، إضافة إلى وجود أنواع مختلفة من الأسماك الأخرى والكائنات الخطرة، وأسماك الدولفين والسلاحف البحرية».

من جهته، بيّن رئيس جمعية الصيادين في منطقة مكة المكرمة طلال أبوشوشة لـ «الحياة» أن مخزون البحر الأحمر من أسماك القرش لا يعد مخزوناً تجارياً، مشيراً إلى أن صيادي البحر الأحمر يصيدون بمعدل قرشين إلى ثلاثة قروش شهرياً.

وأضاف أبوشوشة «في السابق كان هناك عدد من مصائد القروش في المناطق التي توجد بها، إلا أن وزارة الزراعة منعت وجودها في وقت سابق».

بدوره، خفف رئيس قسم الأحياء البحرية في كلية علوم البحار في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالمحسن السفياني لـ «الحياة» من تحذيرات حرس الحدود بشأن وجود أسماك القرش على امتداد منطقة الكورنيش الشمالي في جدة، مؤكداً أن «قروش جدة» تعتبر من القروش العادية التي تعيش في الشعب المرجانية، ولا تهدد الغواصين، في حين أن أخطر أنواع القروش هو «القرش الأبيض» وهو لا يعيش في البحر الأحمر.

وأوضح الدكتور السفياني أن القروش موجودة على امتداد البحر الأحمر، وأن مواسم تكاثرها تكون في أشهر الربيع التي عادة ما تكون من أنواع القرش «الحوت»، الذي يتغذى على الكائنات البحرية الدقيقة، لخلو فكيه من الأسنان، إضافة إلى «قرش النمر» الذي يعيش في عمق يتراوح بين 80 و100 متر داخل أعماق البحر، مضيفاً «قرش النمر يخرج عادة في فترة المساء، وهو من الأنواع التي من النادر أن يسجل وجود حوادث عنه».

وأكد رئيس قسم الأحياء البحرية عدم مهاجمة أسماك القرش الموجودة في البحر الأحمر للبشر، إلا في حال إصابتها بمرض أو خلل نتيجة تلوث مياه البحر، أو إصابتها بفايروسات، مستطرداً «لم نسمع خلال الفترة الماضية عن مهاجمة أسماك القرش للسباحين في البحر الأحمر، عدا حالة واحدة في شرم الشيخ في مصر، التي نجم عنها افتراسه لضحيتين نتيجة إصابته بخلل في الوظائف، في حين معظم قروش البحر الأحمر غير مضرة».

وقال إن قروش البحر الأحمر تعاني من الصيد الجائر من الصيادين، لبيع زعانفها التي تستخدم في بعض الطبخات اليابانية بأسعار مرتفعة، إلا أن وزارة الزراعة حظرت أخيراً، صيد أسماك القرش في محاولة منها للمحافظة عليها.