أكدت عدم زوال الخطر.. اليابان ترفع التحذير من زلزال ضخم

أخبار

رفعت اليابان، اليوم، التحذير الذي أصدرته قبل أسبوع من احتمال وقوع “زلزال ضخم” قد يتسبب في أضرار جسيمة وخسائر في الأرواح، وفق ما أعلن الوزير المسؤول عن إدارة الكوارث الطبيعية.

ودفع التحذير من “زلزال ضخم” محتمل قد يضرب الأرخبيل البالغ عدد سكانه 125 مليون نسمة، آلاف اليابانيين إلى إلغاء العطلات وتخزين الضروريات، ما أدى إلى إفراغ الرفوف في بعض المتاجر.

وقال وزير إدارة الكوارث الطبيعية يوشيفومي ماتسومورا لصحافيين “نظرا إلى عدم رصد أي خلل في النشاط الزلزالي أو تشوه القشرة الأرضية، رُفع التحذير”، مضيفا “لكن هذا لا يعني أن خطر (وقوع زلزال كبير) زال”.

وأوضح أنه ينبغي للسكان عدم التخلي عن إجراءات مثل تأمين الأثاث، والتأكد من أن أفراد الأسرة يعرفون مواقع ملاجئ الإخلاء، وتخزين أغذية الطوارئ.

وقال: “نطلب من (الناس) أن يبقوا متنبّهين لهذه التدابير الاحتياطية اليومية، وأن يبقوا يقظين تحسباً لزلزال ضخم يمكن أن يحدث في أي وقت وفي أي مكان”.

والخميس الماضي، قالت هيئة الأرصاد الجوية اليابانية إن احتمال وقوع زلزال قوي “أعلى من المعتاد” بعدما ضرب البلاد زلزال بقوة 7,1 درجات، مسفراً عن إصابة 15 شخصاً.

وكان التحذير يتعلق بأخدود نانكاي الواقع بين صفيحتين تكتونيتين في المحيط الهادئ.

ويمتد هذا الأخدود، البالغ طوله 800 كيلومتر تحت سطح البحر، بموازاة ساحل اليابان على المحيط الهادئ، بما في ذلك قبالة منطقة طوكيو، وهي أكبر منطقة حضرية في العالم ويسكنها قرابة 40 مليون شخص.

وفي عام 1707، تسبب صدع بطول 600 كيلومتر في الأخدود بثاني أكبر زلزال مسجل في اليابان أعقبه ثوران بركان جبل فوجي، وثلاثة زلازل ضخمة في الأعوام 1854 و1944 و1946.

احتمال بنسبة 70%

وقالت الحكومة اليابانية إن الزلزال المقبل الذي ستبلغ قوته ما بين 8 و9 درجات على طول أخدود نانكاي لديه احتمال بنسبة 70 في المئة أن يحدث خلال الثلاثين عاما المقبلة.

وفي أسوأ السيناريوهات، قد يُقتل 300 ألف شخص، وفق تقديرات الخبراء، في حين يقول بعض المهندسين إن الأضرار التي ستنجم عنه قد تصل إلى 13 تريليون دولار، مع تدمّر بنى تحتية.

ورغم ذلك، قال الخبراء إن الخطر ما زال منخفضاً، فيما دعت وزارة الزراعة والثروة السمكية السكان السبت إلى “الامتناع عن تخزين البضائع بشكل مفرط”.

وجاء البيان بعدما فرضت متاجر السوبرماركت قيوداً على المشتريات ومع ارتفاع الطلب عبر الإنترنت على لوازم الطوارئ مثل المراحيض النقالة والأغذية المحفوظة.

ودفع التحذير من زلزال ضخم رئيس الوزراء فوميو كيشيدا إلى إلغاء رحلة مدتها أربعة أيام لآسيا الوسطى في نهاية الأسبوع الماضي.

كذلك، خفّضت بعض القطارات السريعة سرعتها كإجراء احترازي، وطلبت السلطات من إدارات المحطات النووية التحقق مجددا من استعداداتها لمواجهة الكوارث.

زلازل تاريخية

وتشهد اليابان زلازل بصورة متكررة بسبب موقعها على أربع صفائح تكتونية رئيسية على طول الحافة الغربية لـ”حزام النار” في المحيط الهادئ.

ويتعرض الأرخبيل، الذي يعد نحو 125 مليون نسمة، لـ1500 هزة تقريباً كل عام، وتحدث فيه 18% من الزلازل في العالم، لكنها غالباً ما تكون خفيفة، علما أن الضرر الذي تسببه يختلف بحسب موقعها وعمقها.

لكن حتى الزلازل القوية لا تتسبب عادة بأضرار كبيرة بفضل التقنيات وأنظمة البناء الصارمة في البلاد.

وتفرض اليابان قواعد بناء صارمة تهدف إلى ضمان قدرة المباني على تحمل الزلازل القوية، وتجري تدريبات طوارئ بشكل روتيني للاستعداد للزلازل القوية.

وأكبر زلزال شهدته اليابان على الإطلاق بلغت شدته 9 درجات وضرب تحت البحر في مارس 2011 قبالة السواحل الشمالية الشرقية لليابان، محدثاً تسونامي أودى بنحو 18500 شخص بين قتيل ومفقود.

وفي مارس 2011، تسبب زلزال ضخم تحت البحر بتسونامي خلف العديد من القتلى وأحدث كارثة نووية في محطة فوكوشيما.

وفي مارس 2022، ضرب زلزال بقوة 7,4 درجات قبالة ساحل فوكوشيما العديد من المناطق في شرق اليابان، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص.

ودُمّرت العاصمة اليابانية طوكيو بسبب زلزال ضخم قبل قرن، في عام 1923.

المصدر: البيان