أول إماراتي يؤسس شركة للطائرات بدون طيار

منوعات

156053447

مواكبةً لطموح دولة الإمارات في تبني أحدث التقنيات الذكية لخدمة المجتمع، أسس الشاب الإماراتي منيب محمد أول شركة متخصصة في خدمات الطائرات بدون طيار في دبي، حيث نجح بتسجيل شركة «4 إم تكنولوجيز» في دائرة التنمية الاقتصادية بدبي، ونظراً لعدم وجود نشاط تجاري خاص بهذا النوع من التقنيات، تم اعتماد «خدمات الطائرات الخفيفة» كنشاط تجاري لرخصة الشركة.

المبتكر الأول

وفي تصريحات لـ «البيان الاقتصادي» أكد محمد أن الرؤية السبّاقة دائماً للمبتكر الأول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تُشكّل أكبر حافز أمام الشباب الإماراتي لمواكبة رؤية سموه وإطلاق مشاريع مبتكرة بالاعتماد على أحدث التقنيات ووضعها في خدمة الإنسان للمساهمة في ترسيخ مكانة الإمارات كدولة عصرية تنافس كبريات الدول المتطورة تقنياً وعلمياً والارتقاء بخدمة المجتمع الإماراتي وتعزيز رفاهيته، وأشاد من جانب آخر بالدعم الذي تلقاه من مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة ودائرة التنمية الاقتصادية بدبي، مما يعكس التزام الجهات الحكومية بتشجيع المشاريع الإماراتية المبتكرة.

البداية

وأوضح محمد أن الفكرة بدأت كهواية شخصية له في أوائل العام 2013، حيث اشترى طائرة بدون طاير وقام بتركيب كاميرا تصوير متطورة وربطها بالطائرة بطريقة تتيح التحكم بالعدسة بزاوية 360 درجة، وسرعان ما فاز بالمركز الثالث ضمن 1200 مصور في مسابقة أجمل صورة في ميدان المرموم لسباقات الهجن والتي تنظمها جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، وكانت صورة منيب محمد هي الوحيدة التي فازت باستخدام طائرة بدون طيار.

آفاق واعدة

شكّل إعلان حكومة الإمارات عن إجراء اختبارات لاستخدام الطائرات العمودية بدون طيار في مجموعة من خدماتها المدنية في فبراير من العام الجاري الدافع الرئيسي لنقل هواية منيب محمد إلى عالم المشاريع التجارية والخدمية، حيث أدرك الآفاق الواعدة أمام هذا النوع من الخدمات العصرية، وقرر أن يكون سبّاقاً في تبنيها وتوفيرها كخدمة تجارية عبر شركته الخاصة.
وأكد محمد على وجود آفاق واعدة لخدمات الطائرات بدون طيار محلياً وعالمياً، حيث تشير الدراسات إلى أن الحجم الحقيقي للاستخدامات التجارية لهذه الفئة من الطائرات سيفوق 11.5 مليار دولار أو 12% من الانفاق العالمي على الطائرات بدون طيار والمقدر بـ98 مليار دولار خلال العقد المقبل، ويأتي ذلك في ظل ارتباطها حصرياً في السابق بالاستخدامات العسكرية، لكنها شهدت تنوعاً وتوسعاً في استخداماتها المدنية والتجارية خلال العامين الماضيين، متوقعاً تطور القطاع بشكل عام بشكل متسارع خلال الفترة المقبلة.

استخدامات متنوعة

ولفت محمد إلى أن الاستخدامات الأساسية حالياً لهذا النوع من الطائرات في العالم تنحصر في 6 مجالات، تأتي في مقدمتها خدمات توصيل الحمولات الخفيفة للمناطق القريبة، إلى جانب خدمات الانترنت وهو ما ستقوم به شركة فيسبوك لتوصيل خدمة الانترنت الى المناطق النائية وبتكلفة اقل، إلى جانب استخدام الطائرات لنقل الأخبار بشكل حي ومباشر وبشكل آمن، إلى جانب تصوير المشاريع والمناظر الطبيعية وغيرها من زوايا جديدة، كما يمكن استخدامها في القطاع الزراعي، حيث تمكن المزارعين من مراقبة مزارعهم وحالة محاصيلهم على امتداد الحقول بشكل سريع وفاعل عبر الطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى استخداماتها في مجال الخدمات العامة، وتشمل خدمات الطوارئ والدفاع المدني وإصلاح المناطق التي يصعب وصول الإنسان إليها.

تركيز خدمي

تتمثل أصول الشركة مبدئياً في طائرتين بدون طيار متعددة الاستخدامات، ويتوقع محمد أن يتم التركيز في البداية على خدمات التصوير بشكل رئيسي، خاصة مع الخبرة الفنية والانتاجية التي يتمتع بها شخصياً، سواء لتصوير المناسبات أو المناظر والمحميات الطبيعية أو الصور الفنية، بالإضافة إلى استخداماتها لتصوير مراحل تطور المشاريع، والتي تكلفتها في السابق باهظة جداً، حيث كانت الشركات المطورة تضطر لاستئجار طائرات هيليكوبتر لتصوير مشاريعها بشكل دوري من السماء، لكن العملية باتت أكثر سهولة وأقل تكلفة الآن باستخدام الطائرات بدون طيار، ويلفت من جانب آخر إلى إمكانية استخدام هذه الطائرات في عمليات إصلاح الأماكن المرتفعة أو تلك التي يصعب وصول الإنسان إليها على غرار أبراج الكهرباء أو الاتصالات، حيث يمكن للطائرة أن تبث صوراً حية لمنطقة العطل ليتم تحديد آلية الإصلاح المطلوبة، بالإضافة إلى أنها تشكل وسيلة مثلى لتصوير الأفلام السياحية أو التوثيقية عن البيئة والحياة البرية والطبيعة، إلى جانب تصوير الفعاليات الرياضية مثل سباق الخيول والهجن وسباقات السيارات.
وحول أهمية الاعتماد على شركة متخصصة في الطائرات بدون طيار مقابل شراء طائرة للاستخدام الشخصي، يوضح محمد أنها تتطلب خبرة متخصصة لعمليات التجهيز والتشغيل وآليات التركيب والاستخدام، حيث تستلزم خبرات ومهارات فنية وتقنية خاصة لمختلف الأنشطة والاستخدامات.

قضايا تنظيمية

وفيما يتعلق بالجانب التنظيمي لعمل الطائرات دون طيار والقضايا المرتبطة بسلامة الأجواء مع وجود طائرات تجارية في سماء المدن، يتوقع محمد أن يتم خلال الفترة المقبلة إصدار قوانين حكومية لتنظيم عمل وخطوط سير الطائرات دون طيار وضبط حركتها والالتزام بقضايا الأمن والسلامة، وخاصة مع التوجه الحكومي لاستخدامها في الخدمات الحكومية، كما أنها لا تُشكّل أي خطر على الطائرات التجارية نظراً لمحدودية ارتفاعها الذي يصل في الحد الأقصى إلى 1 كيلومتر مع مسافة تبعد 1 كيلومتر متر عن جهاز التحكم عامودياً وأفقياً، ويصل أقصى زمن للطيران إلى 15 دقيقة مع سرعة تصل إلى 60 – 70 كيلومتراً في الساعة.

رأي المحرر


تُشكّل الريادة القائمة على الابتكار مكوناً أساسياً لاقتصاد المعرفة الذي يحتل صدارة أولويات الدولة خلال الفترة المقبلة، ويأتي مشروع منيب محمد ليعكس طموح الشباب الإماراتي لتوظيف أحدث التقنيات في مشاريع ريادية مبتكرة تسهم في خدمة وتطور المجتمع المحلي، ومن هنا تبرز أهمية دعم وتشجيع الابتكار والإبداع لدى رواد الأعمال، والتي لا ترتبط فقط بالجانب التقني، إذ يمكن تحويل الأفكار الإبداعية إلى ابتكارات واقعية في عدة مجالات قد تتمثل في ابتكار منتج جديد لأول مرة، أو تطوير نموذج عمل متفرد، أو تحويل فكرة تقنية إلى مشروع تجاري متكامل.

المصدر: البيان