بالرغم من بلوغه الـ34 من عمره إلا أن السويدي زلاتان إبراهيموفيتش لا يزال يفرض نفسه كأحد أفضل اللاعبين في عالم الساحرة المستديرة. وبقدر شهرته بتسجيل الأهداف الجميلة والحاسمة يشتهر زلاتان أيضا بتصريحاته المثيرة للجدل.
بمجرد سماع اسم زلاتان إبراهيموفيتش؛ يتبادر إلى الذهن لاعب بتمتع بقوة بدنية هائلة ويسجل أهدافا جميلة، لكنه أيضا لاعب مثير للجدل بتصرفاته، سواء داخل الملعب أو خارجه أو من خلال تصريحاته الصحفية المستفزة.
على صعيد الأداء داخل الملعب برهن إبراهيموفيتش على أنه أحد أفضل اللاعبين، الذين شهدهم عالم الساحرة المستديرة في الـ 15 عاما الماضية، بدليل تتويجه بـ 13 بطولة في أربع دوريات لعب فيها. إذ فاز بالدوري الفرنسي 4 مرات والدوري الإسباني مرة واحدة (مع برشلونة) والدوري الإيطالي ست مرات (مع ثلاثة أندية) والدوري الهولندي مرتين (مع أياكس أمستردام).
ومؤخرا قاد إبراهيموفيتش الملقب بـ “إبرا” فريقه الحالي باريس سان جيرمان للتتويج مبكرا ببطولة الدوري الفرنسي للمرة الرابعة على التوالي، وسجل 4 أهداف في المباراة التي جمعت فريقه بفريق تروا، والتي انتهت بفوز الفريق الباريسي بتسعة أهداف دون مقابل.
وسجل زلاتان في الدوري هذا الموسم 27 هدفا في 24 مباراة، كما يبلغ العدد الإجمالي للأهداف، التي سجلها إبراهيموفيتش بقميص باريس سان جيرمان حتى الآن 100 هدف في 115 مباراة.
شرط تعجيزي للبقاء في باريس
ينتهي عقد “السلطان” إبراهيموفيتش مع باريس سان جيرمان نهاية هذا الموسم، حيث تشير كل التكهنات إلى أن اللاعب البالغ من العمر 34 عاما سيغادر عاصمة الأنوار.
وبدأ مانشستر يونايتد وتشيلسي الإنجليزيان خطة للظفر بالعملاق السويدي، إذ كشفت صحيفة “فوت ميركاتو” الفرنسية أن تشيلسي قام بالخطوة الأولى بعرض 10 ملايين جنيه إسترليني سنويا في عقد يمتد لعامين لإغراء “إبرا” بالقدوم إلى ملعب ستامفورد بريدج. وأكدت الصحيفة أن زلاتان يفضل إنجلترا كوجهته القادمة بعد رفضه لعروض من الدوريين الأميركي والصيني مشيرة إلى رغبة اللاعب في مواصلة المشوار في الدوريات الأوروبية الكبرى
وعلق الدولي السويدي مازحا على إمكانية بقائه في باريس بالقول إنه سيغير رأيه “إذا صنع له الباريسيون تمثالا ووضعوه مكان برج إيفل.”
“أنا الأعظم مثل كلاي”
وإضافة إلى شهرة إبراهيموفيتش بأهدافه الحاسمة والجميلة فإنه مشهور أيضا بتصريحاته المثيرة في حق المدربين وزملائه وفي حق بعض الصحفيين أيضا.
فمثلا عندما كان زلاتان يلعب في برشلونة ويدربه غوارديولا، كانت العلاقة بينهما متوترة وكان النجم السويدي يتهم المدرب الإسباني بأنه “يتعمد تهميشه ويتفادى الحديث معه.”
وعلق إبراهيموفيتش قائلا: “عندما يشتريني أحد الأندية فكأنما اشترى سيارة فيراري، يمكنه قيادتها بسرعة عالية.
أما غوارديولا فهو يشحنني بوقود الديزل، لذلك كان من الأجدر له منذ البداية شراء سيارة فيات.”
وبعدها اتهم إبراهيموفيتش المدرب الكتالوني بأنه كان السبب في مغادرته لبرشلونة والالتحاق بفريق ميلان، كما وصف انتقال غوارديولا لتدريب بايرن ميونيخ بأنه هروب من المواجهة.
ولا يختلف الأمر كثيرا بالنسبة لعلاقة إبراهيموفيتش والمدرب الهولندي لويس فان خال، عندما كان لاعبا في أياكس أمستردام.
حيث قال زلاتان عن مدربه آنذاك بأنه دكتاتور من الناحية التقنية، وأضاف “فان خال كان يشرح لي بالقلم المكان الذي يجب علي أن أجري فيه داخل الملعب. وأجبته بالقول: انظر سيدي لا يمكنك أن توجه لي الأوامر، اذهب إلى مكتبك واكتب لي رسائل!”
زلاتان إبراهيموفيتش يوصف من طرف الكثيرين على أنه شخص متعجرف ومتكبر، ويرجع ذلك ربما لبعض التصريحات الصحفية التي تتصف بالغرور، كتلك التي اعتبر فيها نفسه أفضل رياضي في التاريخ بعد مثله الأعلى، الملاكم محمد علي كلاي، وقال “إبرا” بهذا الخصوص “أنا الأعظم مثل كلاي، وإذا لم يكن هذا ممكنا، فأنا إذن ثاني أعظم رياضي بعد كلاي.”
“أنا والقزم نكفي تماماً”
بعد انتقال إبراهيموفيتش إلى باريس سان جيرمان سأله أحد الصحفيين عن مكان إقامته فرد عليه: “نحن نبحث الآن عن بيت، وإذا لم نجد، فليست مشكلة، فعندئذ يمكنني شراء الفندق بالكامل.”
وحتى في حديثه عن محيطه الخاص تتسم تصريحات زلاتان بالثقة العالية بالنفس، فجوابا على سؤال أحد الصحفيين، حول الهدية التي يقدمها لزوجته في عيد ميلادها، قال إبراهيموفيتش: “لا أهدي لزوجتي شيئا في عيد ميلادها فيكفي أن لديها زلاتان.”
وحول أسلوب غوارديولا في التدريب قال إبراهيموفيتش “نحن لا نحتاج للفيلسوف فأنا والقزم (يقصد ميسي) نكفي تماما”.
يذكر أن زلاتان إبراهيموفيتش ولد في مدينة مالمو السويدية من أب بوسني وأم كرواتية، وفي سيرته الذاتية، التي تحمل عنوان: (أنا زلاتان) يتحدث إبراهيموفيتش عن طفولته الصعبة. حيث كان والده مدمنا على الكحول لمدة طويلة وكانت أمه ذات شخصية مهزوزة. كما ذكر أيضا أن محيطه العائلي كان يشهد الكثير من الخلافات. وإلى جانب أخته الشقيقة، لدى إبراهيموفيتش ثلاث إخوة غير أشقاء.
واليوم زلاتان متزوج بعارضة الأزياء السابقة، السويدية هيلينا سيغر ولديه منها طفلان. ويتحدث إبراهيموفيتش اللغة السويدية والبوسنية والإيطالية وأيضا الإنجليزية، مما يسهل أيضا انتقاله لأحد أندية دوري “البريميير ليغ”، الذي يريد “إبرا” اكتشاف أجوائه بعدما صال وجال في دوريات أوربية كبيرة كالدوري الإسباني والإيطالي.
المصدر: جريدة البيان