مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
تحبون قراءة الإعلانات؟ حسناً، أعلم أن هناك الكثير ممن تستهويهم الإعلانات بشكل عام، فإعلانات الصحف تحديداً فيها من الطرائف والمعلومات الشيء الكثير، كما أنها يمكن أن تستخدم لقراءة تطورات وتحولات المجتمع من خلال نوعية اللغة المستخدمة، ونوعية البضائع والأشياء التي يُعلن عنها والتي تكشف عن اهتمامات واحتياجات الأفراد، كما أن لأنماط الترويج علاقة ماسّة بدرجة تمدّن المجتمع ووسائل الإعلام والقوانين السائدة فيه.. إلخ!
أذكر أنني عندما كنت طفلة في المدرسة الابتدائية، كانت جدتي تذهب بي إلى قريبة لها في الشارقة، كان ذلك في نهاية سنوات السبعينيات، وكان الطريق بين دبي والشارقة يبدو لي طويلاً جداً في تلك السنوات، لكن ذاكرتي لا تزال معبأة بمنظر لوحات الإعلانات الكبيرة المغروسة على جانبي ذلك الطريق الطويل، كنت أتغلب على طول الطريق بقراءة تلك الإعلانات الملونة التي افتقدتها لاحقاً!
مناسبة الحديث عن الإعلانات هو ما صادفته من إعلانات غريبة، لكنها حقيقية وردت في صحف جمهورية الأوروغواي الصادرة عام 1840 (بعد 27 عاماً من إلغاء العبودية).
ورد في صفحات الإعلانات ما يلي: للبيع:
– زنجية نصف مهجنة تباع بمبلغ 430 بيزوسا تعرف مبادئ الخياطة وكيّ الثياب.
– أطباء وصلوا حديثاً من أوروبا.
– عربة ستباع بسعر 500 أو مقابل زنجية.
– زنجية عمرها 13 أو 14 عاماً تعرف مبادئ الخياطة.
– مرضعة تباع دون نسل لديها حليب كثير وجيد.
– أسد مروّض ككلب يأكل أي شيء.
– خلاسية صغيرة في الحادية عشرة تعرف مبادئ الخياطة.
– خادمة متحررة من الرذائل والمرض في الثامنة عشرة تقريباً.
كذلك بيانو وقطع أثاث أخرى وكلها بأسعار معقولة!
وتصور نفسك تذهب إلى السوق لتشتري إنساناً مثلك؟ أي تاريخ عبرته الإنسانية وأي قهر وعذابات؟
المصدر: البيان