دبي: مساعد الزياني
أظهرت نتائج استطلاع حديث، أن الشباب العرب يتوقعون أن يكون للأمير محمد بن سلمان ولي العهد تأثير أكبر على منطقة الشرق الأوسط، خلال العقد المقبل، مقارنة بأي قائد آخر، حيث أعرب الشباب في مختلف أرجاء منطقة الشرق الأوسط، عن ثقتهم الكبيرة في ولي العهد، إضافة إلى هزيمة حتمية تنتظر «داعش» وآيديولوجيته.
وجاءت نتائج استطلاع «أصداء بيرسون – مارستيلر السنوي لرأي الشباب العربي» الذي كشف عنه أمس، أن 64 في المائة من الشباب العرب يعتبرون الأمير محمد بن سلمان قائداً قوياً، فيما يقول 59 في المائة إنه يمضي بالسعودية في الاتجاه الصحيح، في الوقت الذي يبدي الشباب السعودي دعماً كبيراً للأمير محمد بن سلمان، وقال 91 في المائة منهم إنهم يدعمون تعيينه ولياً للعهد، ويعتبره 97 في المائة قائداً قوياً، ويقول 90 في المائة إنه يمضي بالبلاد في الاتجاه الصحيح.
وقالت ريم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي في الإمارات، إن العالم العربي متفائل بدور الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي. وأشارت خلال مشاركتها في مناسبة الإعلان عن نتائج الاستطلاع أمس في دبي، إلى أن كثيراً من الشباب العربي أبدوا رغبتهم في محاربة الفساد في الوطن العربي، وأنهم يعيشون حياة كريمة، وقالت: «الأمير محمد بن سلمان له دور كبير في محاربة الفساد، وهذا يعكس نتائج الاستطلاع في رغبة الشباب العربي في محاربة الفساد، وأن تكون حكوماتهم خالية من الفساد».
ويجري «أصداء بيرسون – مارستيلر» مسحاً شاملاً لشريحة الشباب في الوطن العربي بشكل سنوي، حيث تعتبر النسخة الحالية العاشرة من هذا الاستقصاء، الذي يأخذ آراء ومواقف الشباب العرب في 16 بلداً عربياً، وأجرى 3500 مقابلة شخصية خلال الفترة بين 21 يناير (كانون الثاني) و20 فبراير (شباط) 2018، مع شبان وشابات عرب ينتمون للفئة العمرية بين 18 و24 عاماً.
وبحسب الاستطلاع الذي كشف عن نتائجه خلال مؤتمر أقيم في مدينة دبي، فإن الشباب العربي يرى العقد المنصرم، الذي غلبت عليه صبغة الربيع العربي و«داعش»، جعل الشرق الأوسط ينزلق بعيداً عن مساره الطبيعي، مشيرين إلى أن لإعادة المنطقة إلى المسار الصحيح، لا بد من اتخاذ إجراءات عملية في مجالات الوظائف، والتعليم، ومكافحة الفساد، ومحاربة الإرهاب.
وخرجت نتائج الاستطلاع بأن الشباب العربي متيقن من أن هزيمة حتمية تنتظر «داعش» وآيديولوجيته، فيما يزداد اعتماد الشباب العربي على وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر للأخبار، فإنهم يعتبرون «سي إن إن» المصدر الأكثر مصداقية، و«الجزيرة» الأكثر تضليلاً.
وأكدت النتائج أن الثورة الرقمية تحفز الجيل الجديد من رواد الأعمال العرب على دخول قطاع التكنولوجيا، نظراً للآفاق الواسعة التي يفتحها أمام المنطقة، في الوقت الذي يبدي فيه الشباب العرب دعماً قوياً للإصلاحات التي تشهدها السعودية، حيث قال 88 في المائة من شباب المنطقة، إنهم يؤيدون قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة، ويدعمون حملة مكافحة الفساد.
ولدى سؤالهم عن «رؤية السعودية 2030»، وهي خريطة الطريق التي يقودها ولي العهد السعودي لتنويع الاقتصاد السعودي، قال 92 في المائة من الشباب السعودي إنهم واثقون من نجاح هذه الخطة في ضمان مستقبل الاقتصاد السعودي.
ويبدو الشباب السعودي متفائلاً جداً بشأن مستقبله، حيث يقول 91 في المائة منهم، إن بلادهم تسير في الاتجاه الصحيح بالمقارنة مع 54 في المائة من الشباب العرب في بقية أنحاء المنطقة، و13 في المائة فقط في منطقة شرق المتوسط. ويقول ما يزيد على أربعة من أصل كل خمسة بنسبة 82 في المائة للمشاركين السعوديين في الاستطلاع، إن أيامهم القادمة أفضل.
وقال سونيل جون، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «أصداء بيرسون – مارستيلر» ورئيس شركة «بيرسون كون آند وولف الشرق الأوسط»: «بلغنا اليوم محطة مهمة، بمرور عقد كامل على إجراء الدراسة الأشمل من نوعها للشريحة السكانية الأهم في المنطقة».
وأضاف جون: «جاءت نسخة هذا العام من استطلاع رأي الشباب العربي تحت عنوان (عقدٌ من الآمال والمخاوف)، وهي تضم رؤى معمقة حول مخاوف الشباب بشأن الوظائف، والتعليم، والأمن، والفساد. وبالنظر إلى العقد القادم، يبدو واضحاً أن محمد بن سلمان يمثل أملاً كبيراً للشباب العربي في المنطقة، الذين ينتظرون رؤية خطوات واضحة لمعالجة هذه القضايا الملحة».
وبالعودة إلى نتائج الاستطلاع، أكد الشباب العربي أن الإمارات لا تزال البلد المفضل الذي يرنو الشباب العربي للعيش فيه، ويريدون لبلدانهم أن تقتدي به، في الوقت الذي أظهر الشباب الإماراتي تفاءلاً حيال مستقبله، وأن الشباب العرب في أرجاء المنطقة يرون في الإمارات الحليف الأبرز لبلدانهم.
ويعتقد أغلب الشباب العربي أن المنطقة انحرفت عن مسارها الصحيح خلال العقد المنصرم، ويؤكدون ضرورة العمل على توفير الوظائف، وتحسين أنظمة التعليم، ومحاربة الإرهاب، ومكافحة الفساد، كمقومات أساسية لإعادة توجيه المنطقة إلى المسار الصحيح.
وأظهر الاستطلاع كذلك تحولاً كبيراً في نظرة الشباب العربي إلى القوى العظمى الفاعلة في المنطقة، حيث يرى أغلبهم في الولايات المتحدة الأميركية عدواً لبلدانهم، بينما عززت روسيا مكانتها كأكبر حليف غير عربي في المنطقة. وبحسب الاستطلاع، أعرب غالبية الشباب العربي بنسبة 55 في المائة عن اعتقادهم بأن المنطقة سارت في الاتجاه الخاطئ خلال العقد الماضي الذي رسمت ملامحه أحداث الربيع العربي وظهور «داعش».
وتقول الغالبية العظمى من الشباب العربي بنسبة 78 في المائة، إن «داعش» أصبح أضعف خلال العام الماضي، ويرى 58 في المائة منهم أن هزيمة حتمية تنتظر التنظيم الإرهابي وآيديولوجيته، وتمثل هذه النسبة تحولاً كبيراً عن استطلاع عام 2015، عندما أعرب 47 في المائة فقط من الشباب العربي عن ثقتهم بقدرة حكوماتهم على مواجهة التنظيم الإرهابي.
وعن الحلفاء الأبرز لبلدانهم، مال أغلب الشباب العربي إلى اختيار الإمارات والسعودية والكويت، تليها روسيا في المركز الرابع، ومصر في المركز الخامس، وتراجعت الولايات المتحدة إلى المركز 11، لتجد نفسها خارج المراكز الخمسة الأولى لأول مرة منذ إطلاق الاستطلاع، وعند سؤالهم عن أي بلد – بخلاف بلدهم – يرغبون في العيش فيه، ويريدون لبلدانهم أن تقتدي به، احتلت الولايات المتحدة المرتبة الثانية بعد الإمارات.
المصدر: الشرق الأوسط