كاتبة إماراتية ، لها عدة إصدارات في القصة والرواية والشعر والمسرح وقصص الطفل ،رواية كمائن العتمة ، دار الفارابي 2012 ، زاوية حادة 2009
معظم الابتكارات التي شهدناها على مدى التاريخ، جاءت لتلبي رغباتنا، في حياتنا اليومية يكون لدينا شغف كبير بالبحث عن الحلول لمشاكلنا، وتكون الحاجة أم الاختراع، كما في المثل المعروف لدينا، كما يقول المثل العربي الآخر: «معرفة الناس كنز»، لذلك، إذا رغبت بالتميز في حياتك وأفكارك، اجعل من أحلام الناس ورغباتهم وحاجاتهم فرصتك للتميز، وحتى تضمن طريقك للابتكار وصناعة الأفكار، يجب عليك أن تتعرف إلى حاجات الآخرين ورغباتهم وطموحاتهم وتطلعاتهم وأمنياتهم، وسوف ترشدك تلك العلامات السابقة لتلبية مطالب الآخرين، فيخرج عقلك الباطن بالحلول والأفكار الملائمة لإرضاء وإشباع الحاجات.
تعرف إلى كنزك المتمثل في احتياجات الآخرين، اكتب قائمة باحتياجاتك ورغباتك، وحاجات الآخرين واحتياجاتهم، وتأكد أنك ستحصد مئات الأفكار الجديدة، وجودك خلف كمبيوترك وجلوسك في مقعدك ومنزلك لن يفيدك، بل حاول أن تختلط بالآخرين، فعندما تقرر تنمية علاقة مع شخص آخر، تذكر أن العلاقات مع الآخرين، إنما هي صفقة شاملة، فكل شخص لديه الكثير من المشاكل والمنعطفات في حياته، ولكن حاول أن تبحث عن الفائدة المرجوة من محيطك، بعيداً عن العيوب والنقائص. استمع لأفكارهم، واحترم آراءهم، امنحهم الحب والتقدير، وكوِّن مجموعات يمكن لها أن تفيدك.
استخدم بريدك الإلكتروني، وأرسل كل يوم رسالة إلكترونية، اطلب منهم موافاتك بتطلعاتهم وأحلامهم وأمنياتهم لـ 5 سنوات قادمة، وتأكد أنك بعد فترة ستحصد عشرات الأفكار التي سوف تسهم في تميزك، فلو كنت كاتباً، ستجد تلك الأفكار بمثابة عامل مساعد من أجل تأليف الكتب والروايات والقصص الاجتماعية، وأما في مجال عملك، يمكن لك تقديم الأفكار الجديدة التي سوف تسهم وتساعدك في الارتقاء بوظيفتك وعملك ومهنتك، إن التواصل مع الآخرين بمثابة استثمار للعلاقات بشكل مستدام، الروائي هيرمان ميلفيل يؤمن بذلك في كلامه، حيث يقول: «لا يمكننا أن نحيا فقط من أجل أنفسنا، فهناك آلاف الخيوط التي تربطنا بالبشر، وعلى طول هذه الخيوط، فإن أفعالنا تكون بمثابة أسباب ترتد عائدة إلينا كنتائج»، العلاقات الجيدة والصحيحة، هي التي يمكن أن تستثمر بها، وسوف تعود عليك بالفوائد والنجاح.
المصدر: البيان