لا أعرف ما الجديد الذي يمكن أن يأتي به الأخضر الإبراهيمي في مهمته الجديدة في سوريا مبعوثاً للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية. هذه الخطوة لن تخدم سوى بشار الأسد إذ ستعطيه مزيداً من الوقت، بغطاء أممي، لقتل مزيد من المدنيين وتدمير مزيد من الأحياء والمدن السورية.
ثمة ما يشبه الإجماع الدولي على أن الحل في سوريا لن يتحقق قبل أن يغادر بشار وزمرته السلطة. وإن لم يفعل فذلك يعني مزيداً من سفك الدماء وإطالة أمد الحرب. وفي غالب الأحوال فإن بشار لن يرحل من طوع نفسه. فلا الروس جادون في الضغط عليه ولا الإيرانيون مستعدون للتفريط فيه. والأهم أن بشار ودائرته الخاصة غير مقتنعين أصلاً بفكرة الرحيل. بل يرون أن العالم كله يتآمر عليهم لسلبهم “حقهم” -الذي لا جدال فيه– في حكم سوريا بالحديد والنار.
إذن أي خيار بقي أمام الثوار في سوريا؟ ليس ثمة بدّ من تسليح الجيش الحر علناً والاستمرار في دعمه عسكرياً وسياسياً. والدليل على جدوى تسليح الجيش الحر هي الضربات النوعية المهمة التي تبناها الجيش الحر على مدى الأسابيع القليلة الماضية، التي أحدثت فارقاً نوعياً في تمكين الثوار من السيطرة على مدن وأرياف سورية كثيرة، وفي رفع الروح المعنوية لدى الثوار في كل مكان من سوريا. وقصة صمود الثوار في حي صلاح الدين بحلب تشكل وحدها مثالاً مهماً لتلك الروح المثابرة لدى الجيش الحر وثوار سوريا.
في رأيي أن البحث عن حلول سياسية مهما كانت نوايا أصحابها صادقة غير مجدية. فلا الأخضر الإبراهيمي، ولا من سيأتي بعده، قادر على تغيير الحقيقة الواضحة التي مفادها أن بشار الأسد غير مستعد للتنازل عن السلطة طواعية. ومن غير رحيل بشار لن تنتهي الحرب في سوريا. إذن فلنوفر الوقت والجهد الدبلوماسي ونركز على مفتاح الحل: تسليح الجيش الحر ودعمه، فبدونه لن يتوقف الأسد عن بطشه وكذبه.
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٢٥١) صفحة (٢٨) بتاريخ (١١-٠٨-٢٠١٢)