طارق إبراهيم
طارق إبراهيم
رئيس تحرير جريدة الوطن السعودية سابقاً

“الإخوان حساسين” يا قينان.. هل فهمت؟

آراء

في مقاله اليومي وتحت عنوان (ميزانية “وزارة المالية”: “السرِّية” وصمت الوزراء)، كتب الزميل قينان الغامدي رئيس تحرير صحيفة الشرق يوم الثلاثاء الماضي عن وزارة المالية وكيف أنها غامضة وأن الكل من المتخصصين والإعلاميين والمهتمين لم يتمكنوا من فك رموز هذه الميزانية ومما قال: “..لكن الأمر المدهش الذي علمته أن جميع الوزراء والمسؤولين في الدولة كلها – باستثناء وزير المالية ووزارته – لا يعلمون شيئاً عن الميزانية حتى لحظة كتابة هذا المقال، وأنهم قرؤوها أو سمعوها مثلنا”.

وفي جزئية ثانية من المقالة يقول: “فهل من المعقول عدم وجود آلية دقيقة وشفافة بحيث تعرف كل وزارة، بل كل إدارة في المملكة مخصصاتها من الميزانية قبل إعلانها للناس؟! هذا أمر لا يصدق، فالميزانية ليست سرّاً خطيراً، وأظن أنه من حق كل إدارة – ناهيك عن الوزارة- مهما صغرت أن تعرف ميزانيتها قبل أن تعلن الميزانية العامة للدولة أمام الناس”.

ثم أضاف قائلا: “.. في موضوع إيضاح الميزانية وتفاصيلها يجب ألا نلوم الوزراء والمسؤولين حين لا يردون على الإعلام، ولا يتحدثون، كيف يُطلب منهم الحديث فيما لا يعلمون، هذه الميزانية حتى الآن هي “ميزانية وزارة المالية” حيث لا يعلم عن تفاصيلها أحد غيرها، والمستغرب هو صمت أعضاء مجلس الوزراء الباقين، لماذا لا يطلبون من وزير المالية هذه الآلية؟ لماذا لا يبلغون الملك وولي العهد – حفظهما الله – أنهم لا يعلمون شيئاً عن الميزانية قبل إعلانها”..؟

انتهى كلام الزميل قينان وسأتوقف فقط عند عبارته التي قال فيها: “لماذا لا يبلغون الملك وولي العهد – حفظهما الله – أنهم لا يعلمون شيئاً عن الميزانية قبل إعلانها؟” لأجيب عليه بأنني على مدى عام تقريبا وتحديدا من ميزانية العام الماضي إلى وقت الميزانية الجديدة وأنا أكتب هنا بشكل مباشر وغير مباشر عن وزارة المالية وأنها تقف وراء معظم المشاكل التي نشتكي منها ويدفع ثمنها الوطن والمواطنون عبر أنظمتها وآلية عملها وسياستها المالية في اعتماد المشاريع وصرف المستحقات وأنها سبب مباشر في تعثر المشاريع التي وصل عددها ثلاثة آلاف مشروع، وأنه من خلال ما تناولته في تلك المقالات استشرت من هو وزير ومن هو نائب وزير ومن هو وكيل وزارة ومن هم برتبة معالي، والكل يرجع سبب مشاكلهم إلى وزارة المالية، ولكنهم كلهم وبلا استثناء يطلبون مني عدم ذكر ذلك على لسانهم، وعندما أستفسر عن سبب تحفظهم على ذكر اسم وزارة المالية يقولون لي حرفيا “الإخوان حساسين”. طبعا هم يقصدون وزير المالية وفريقه في الوزارة ويقصدون من عبارة “الإخوان حساسين” أنه في حال نقد وزارة المالية عبر الإعلام أو الشكوى عليها عند الملك فإنهم سيدفعون الثمن بشكل مباشر عبر وضع العقبات أمام مطالبهم وأمام صرف ما اعتمد لهم من مبالغ ثم سوف يقصم ظهر الاعتمادات المالية الجديدة المخصصة لهم؟

بقي أن أقول إن قينان انتقد وزارة المالية عبر 783 كلمة ثم قال: “إنني أعرف معالي وزير المالية شخصياً، وأعرف أن الدكتور إبراهيم العساف من أكفأ الوزراء المتخصصين في العالم”.

المصدر: الوطن اون لاين