مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
يبدو أن كثيرين ممن طال جلوسهم في المنازل بسبب التزامهم بإجراءات الحجر سيواجهون بعض المشكلات ذات الطبيعة النفسية المتعلقة باستعادة ثقتهم بالخارج في الأيام التي سيبدأ فيها رفع إجراءات الحظر استعداداً للعودة التدريجية للحياة الطبيعية، وهو أمر متوقع يمكننا وصفه بمتلازمة «كورونا»!
إن ردّات فعل الناس تجاه الأزمات والمواقف ليست واحدة، إنهم متباينون بسبب التربية والثقافة والجغرافيا، وينظرون بثقة كاملة إلى أفكارهم، وهذا ما يجب احترامه من جانب الإعلاميين والتربويين والآباء والأصدقاء!
فما تظنه أنت سلوكاً، أو مبادرة، أو تصرفاً بسيطاً لا يستحق العناء، أو التفكير مثلاً، ينظر إليه آخرون باعتباره قراراً صعباً بحاجة إلى التفكير والتريث وعدم الاندفاع، والمكان الذي تذهب أنت إليه ببساطة واندفاع يتخوف غيرك من الاقتراب منه، وكما سيذهب البعض بلهفة إلى المركز التجاري، قالت لي أمهات إنهن لن يسمحن لأبنائهن حتى بالعودة إلى المدرسة!
لقد قال السويديون إنهم لم يلحظوا أي زيادة في الإصابات نتيجة عودة الأطفال إلى مدارسهم، في حين أكد رئيس الفلبين أنه لن يسمح بفتح المدارس قبل تجهيز لقاح كورونا، وهكذا يبدو الناس مختلفين في كل شيء بسبب قناعاتهم ونفسياتهم ودرجات تأقلمهم مع الظروف!
من هنا، أظن أن على وسائل الإعلام، بكل قنواتها، أن تضع برامج تلفزية وإذاعية مختلفة لكل الأعمار، وتحديداً للأمهات، لمناقشة هذه المسألة. إن هذه البرامج في غاية الأهمية، بعد هذه الجائحة الخطيرة التي ضربت حياة الناس، وأفقدتهم بعض أحبتهم، وعصفت بحياة الكثيرين، وقلبت موازين الدول والمجتمعات.
لقد أثرت هذه الجائحة عميقاً في نفسياتنا وعواطفنا ونظرتنا إلى كل شيء، ومع الأسف، فإن الثقة بالتعاملات التلقائية قد أصيبت، وعلينا جميعاً أن نرممها ونعالجها لنستعيدها بهدوء، وإلا فلن نستعيد حياتنا الطبيعية، وعلى الإعلام أن يؤدي الدور الأكبر في ذلك.
المصدر: البيان