كاتب اماراتي
تؤدي دولة الإمارات منذ نشأتها دوراً رئيسياً في التنمية والأمن في المنطقة والعالم؛ إذ إن القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حرص على تمكين الدولة أمنياً، وحماية مكتسباتها، وعمل على دعم الاستقرار، والمحافظة على حماية الوطن وحدوده، وترسيخ الجسور الإنسانية، لإعانة الجار والصديق؛ بهدف نشر السلام والازدهار في العالم. وقد قال المؤسس، طيب الله ثراه، في إحدى المناسبات: «إننا نسعى إلى السلام، ونحترم حق الجوار، ونرعى الصديق»، وقد وضع، طيب الله ثراه، الأسس والاستراتيجيات التي من شأنها وضع دولة الإمارات في مكانة مرموقة عالمياً، واليوم يكمل هذه المسيرة القائد الفذ صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي وضع شعبه فوق كل الأولويات، وحمل على عاتقه حفظ واستقرار المنطقة العربية والإسلامية، من خلال ما قدمه من مبادرات سياسية سلمية، ومبادرات إنسانية تعم العالم، لمد يد العون للمحتاجين في كل مكان.
فالمسيرة الذاتية لصاحب السموّ رئيس الدولة، حفظه الله، مملوءة بالعطاء والكرم ومساعدة المحتاجين، والوقوف مع الإخوة والأصدقاء، لمواجهة مخاطر الإرهاب، ونشر السلام والتنمية.
وأكدت المشاركة المشرفة لسموّه في قمة جدة في المملكة العربية السعودية التي بحثت الأمن والتنمية، حرص دولة الإمارات وقيادتها على أن الأمن والتنمية في علاقة مترابطة ودائمة، وأن الدول والحضارات لا تقوم من دونهما.
وقد حرص صاحب السموّ رئيس الدولة، حفظه الله، على تأكيد دور دولة الإمارات التنموي والريادي في المنطقة، وخاصة في دعم الأمن والتنمية، كونهما من عوامل نمو وبناء مستقبل وحاضر الأمم، وأكد سموّه ذلك؛ فقال: «في دولة الإمارات، نؤمن بأن السلام والحوار والعيش المشترك، هو السبيل لتحصين مستقبل الأجيال المقبلة.. وأمامنا طريق واضح للنهوض بمنطقتنا، وإعادة دورها الفاعل على الساحة الدولية.. وذلك من خلال التضامن والتعاون، وتعزيز فرص العلم والتعلم، وأن يبقى الإنسان ورفاهيته هدفنا الذي نسعى من أجله».
ويحرص سموّه على نشر السلام والحوار، لمواجهة التحديات التي يعيشها العالم اليوم، مؤكداً أن التعاون والعمل المشترك سوف يمكن العالم من التغلب على التحديات، ويساعد الأجيال القادمة، لبناء مستقبل مستقر وآمن.
وحرصت دولة الإمارات على الحضور الفعّال في المحافل الدولية، وأكدت، خلال مشاركتها، ضرورة سعي العالم للحد من الصراعات والحروب، لأن العيش في ظل الأمن والاستقرار، هو أهم الأهداف المنشودة، وأن اللجوء إلى الحلول السلمية في نزاعات الدول، هو الطريق الوحيد لنشر السلام والاستقرار في العالم، وأن دول العالم تحتاج إلى الحكمة التي تنتهجها دولة الإمارات في اتخاذ قراراتها بشأن التحديات المختلفة، سواء في المنطقة أو على المستوى العالمي. وقد أثبتت دولة الإمارات جدارتها في مواجهة جائحة “كورونا”؛ الأزمة الأكبر في القرن الحادي والعشرين، التي أدت إلى سلسلة أزمات اقتصادية واجتماعية، وشردت شعوباً، وخلقت أزمات أخرى؛ مثل: الجوع والفقر، لكن دولة الإمارات بقيادتها الحكيمة تمكنت من التغلب على الجائحة، وقد خرجت منها بقوة اقتصادية وصحية أكبر من السابق، وهذه التجربة الفريدة من نوعها، يشيد بها العالم اليوم، إضافة إلى غيرها من الإنجازات والمبادرات التي حققت بها دولة الإمارات أهداف شعبها، وعملت على خير شعوب العالم.
يشهد العالم، اليوم، تحديات كبيرة ومعقدة، ولا بد من توحيد الجهود والتعاون المشترك، للتغلب عليها. والوصول إلى التنمية والأمن المستدام ضرورة مُلحة، خاصة مع ما يشهده العالم اليوم من أزمات لا يعرف أحد متى نهايتها، وأيضاً الحرب الروسية الأوكرانية، وانتشار الجوع والفقر والقلق بشأن المناخ، وغيرها من الأزمات التي تهدد المستقبل. وقد آن الأوان لأن يكون المجتمع الدولي أكثر جدية بخصوص تفعيل مثل هذه المبادرات على المستوى العالمي، وتطبيق أهدافها من أجل حل القضايا الإقليمية والعالمية.
المصدر: الخليج