أعلن رئيس قسم الطاقة المتجددة في شركة «توتال» الفرنسية فيليب بواسو، أن الشركة مهتمة جداً بالدخول في خطة الطاقة الشمسية الضخمة التي تنوي السعودية إطلاقها.
واعتبر في حديث إلى «الحياة» على هامش مشاركة «توتال» في إطلاق دولة الإمارات المشروع الأول للطاقة الشمسية في الشرق الأوسط (شمس 1)، أن «هنالك تغيراً في رؤية خبراء الطاقة في العالم الذين لم يؤمنوا حتى قبل سنوات بتطور دور الطاقة الشمسية التي أصبحت الآن باعتراف الجميع موضوع اهتمام كبير».
وقال: «لدى السعودية خطة طموحة جداً لتطوير الطاقة الشمسية وهي مربحة لبلد مثل المملكة لأنها تستهلك يومياً ٤٠٠ ألف برميل من نفطها لإنتاج الكهرباء، وتوفير هذا الوقود يجعل الطاقة الشمسية مربحة للسعودية وإن كانت كلفة الاستثمار مرتفعة وتوتال ستشارك في العروض عند إطلاقها هذه السنة».
ويذكر أن المشروع ينفذ بالشراكة بين «مصدر» (60 في المئة)، و «توتال»، و «أبينغوا» الإسبانية. كما أن «مصدر» الإماراتية بادرت إلى إطلاق هذا المشروع في ٢٠٠٥ حين أطلق ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مبادرة للطاقة المتجددة.
وتابع: «توتال على قناعة بأن مصادر النفط والغاز والفحم لن تكون كافية لتلبية هذا الطلب، مع أن توتال تعتبر أن الطاقة الأحفورية ستلبي الحاجات العالمية بنسبة 75 في المئة حتى عام 2030،» وأضاف «لكن هذا لا يمنع من تغطية الـ٢٥ في المئة المتبقية من الطاقة المتجددة».
ولفت إلى أن «توتال» قررت منذ عام ٢٠٠٧ أن تكون أحد اللاعبين الدوليين في تطوير الطاقة المتجددة واختارت مصدرين يتناسبان مع عملها ومع المصادر المتوافرة في البلدان التي تعمل فيها، وهما الطاقة الشمسية والطاقة الناتجة من الكتلة الحيوية، خصوصاً أن عدد سكان العالم سيرتفع إلى 8.6 بليون عام 2030.
وأردف بواسو «الطاقة الشمسية بدأت تنافس على الصعيد الاقتصادي في الدول التي تتميز بالشمس نسبة للطاقة التقليدية، وأخذت توتال أيضاً مشاركات في استثمارات في مجال الطاقة الخضراء وهي تستثمر منذ ثلاث سنوات أكثر من بليوني يورو في مصادر الطاقة المتجددة وخصوصاً الشمسية منها مع شراء شركة صن باور الأميركية».
كما أشار إلى أن «أبو ظبي لديها رؤية مماثلة، إذ تهدف إلى أن يكون ١٧ في المئة من مزيج مصادرها للطاقة من الطاقة المتجددة، وتوتال تواكب هذا التطور، خصوصاً أنها كانت شريكة لأبو ظبي منذ زمن بعيد في مجالي النفط والغاز. وكان رئيس توتال، كريستوف دو مارجوري، أسس هذه المبادرة مع أبو ظبي».
وزاد «الطاقة المتجددة أصبحت تمثل جزءاً من استراتيجية توتال والشراكة مع أبو ظبي مستمرة. وعندما أطلقت «مصدر» العروض لبناء أكبر محطة شمسية لها تقوم على تقنيات المجمعات الحرارية الشمسية بتركيز الحرارة من أشعة الشمس، كان منطقياً أن نشارك في العروض وكان عرضنا الأفضل، وتقنياتنا أيضاً، وتشاركنا مع شركة إسبانية مختصة في الطاقة الشمسية وما قدمناه هو معرفتنا في إنتاج الكهرباء ومعرفتنا بأبو ظبي».
وأضاف «وقعنا العقد لمدة 20 سنة وبدأ إنتاجه السبت في المنطقة الغربية من أبو ظبي. وقد شاركت توتال بـ٢٠ في المئة من المشروع الذي تبلغ كلفته ٦٠٠ مليون دولار. وهذه المحطة ستنتج مئة ميغاواط وهي مزيج بين الطاقة الشمسية والقليل من الغاز لكي تستمر في الإنتاج ليلاً، وهي تضيء ٢٠ ألف منزل. و «شمس ١» كانت في حينه أفضل تكنولوجيا عندما أطلقت العروض. أما اليوم، فلو كان هناك مشروع جديد، لاخترنا تكنولوجيا اللوحات الشمسية الفوتوفولتية لا المرايا والبخار لأن كلفة اللوحات الشمسية انخفضت كثيراً»، مشيراً إلى أن هذه التقنية لم تكن متوافرة حينها.
وعن الطاقة الشمسية في الدول العربية والعالم قال بواسو إنها ستكون بالغة الأهمية في غضون السنوات الثلاثين المقبلة ويجب التحضير لها منذ الآن خصوصاً في العالم العربي.
المصدر: صحيفة الحياة