مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
على طريقة المثل القائل: «ليس كل ما يلمع ذهباً»، فإنه يصح القول تماماً إنه ليس كل ما نقرؤه ونسمعه صحيح، سواء تلك الأخبار أو التغطيات المفبركة التي تبثها قنوات فضائية معيّنة، أو تلك الأخبار والآراء والتعليقات التي يغرد بها مغردون وهميون على مواقع التواصل، فقد تم القبض أخيراً في إحدى الدول العربية على أحد المغردين وهو يدير أكثر من 200 حساب وهمي على «تويتر»، موجهة بالكامل للنيل من وحدة المملكة العربية السعودية وأمنها، وفق خطط واستراتيجيات ممنهجة لهذا الهدف تخدمها جيوش من المرتزقة يمارسون ما يعرف بالاسترزاق المدمر، حسب تعبير سمو أمير دولة الكويت في خطابه أمام مجلس الأمة الأسبوع الماضي!
في خطابه الذي استشرف فيه المخاطر والتحديات التي تحيط دول منطقة الخليج، قدّم سمو الأمير رؤية متبصرة لهذا الخطر الرابض في دهاليز هذه المواقع التي باتت تشكّل خطراً حقيقياً على أمن المنطقة، تحت شعارات التواصل والحرية وحق التعبير، التي عملت من خلالها على إسقاط أنظمة عربية كانت قائمة (بلا شك فقد كانت هناك خميرة واقعية عجّلت بما حدث في تونس ومصر وليبيا، لكن المؤامرة كانت ضخمة، والتمويل كان مرعباً، والدعم باتجاه الفوضى كان بلا حدود)!
اليوم، تواجه منطقة الخليج خطراً لا بد من الوعي به، وليس مجرد معرفته والقفز إلى الجهة الأخرى دون اتخاذ إجراءات واقعية، والإجراءات تتمثل في فضح الحسابات الوهمية لمغردين مرتزقة يتكسبون بخلخلة أمن الأوطان واستقرار الشعوب، باعتبار هذه الخلخلة هي هدفاً حاسماً لبعض القوى العظمى والأنظمة الإقليمية والمنظمات العابرة للحدود، وعلى رأس هؤلاء قوى كبرى وإيران وقطر وتنظيم الإخوان المسلمين الذين يدفعون بكل قواهم إلى إنجاح سياسة الفوضى الخلاقة التي روّجوا لها منذ سنوات!
الذين يخترعون القصص ويفبركون أحداثاً لم تقع ويتقولون ويضعون كلاماً لم يُقَلْ على ألسنة كبار السياسيين، فيحللون على مزاجهم، ويستنتجون بحسب أهوائهم بناءً على أكذوبة (المصادر السرية أو المصدر الذي رفض ذكر اسمه أو…)، إن هؤلاء يقودون الرأي العام الذي يتبعهم ويصدقهم كقطيع ليكون بؤرة أخرى مضافة لمزيد من ترويج الإشاعات والكذب على مواقع التواصل، لإضعاف التلاحم والولاء للأوطان، وتسهيل فكرة الفوضى في أعين الشعوب!
على وسائل الإعلام في دولنا أن تواجه هذه المخاطر كلها بوعي وصرامة بدل إنفاق الأموال على الكثير من البرامج السطحية، وأن يصار لتوعية الطلاب والشباب والأطفال الأكثر استخداماً لمواقع التواصل، لأن ما يُبث خطير إلى درجة لا تصدق!
المصدر: البيان