وصلت أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية أخيراً أمس، إلى خواتيمها، بعد 10 أشهر من تكليف رئيسها تمام سلام، وأعلن من قصر بعبدا ولادة الحكومة ودخول سلام إلى نادي رؤساء الوزراء، ليصبح العضو الثاني والثلاثين منذ أول رئيس حكومة للبنان عام 1926 في زمن الانتداب الفرنسي وهو أوغست أديب، والخامس والعشرين منذ الاستقلال عام ،1943 إذ كان أول رئيس حكومة استقلالية رياض الصلح .
وراعت التشكيلة مطالب فرقاء السياسة اللبنانيين، وصيغة “8-8-8” التي تم العمل عليها منذ البداية، لتضم 8 من الوسطيين على رأسهم سلام، و8 من قوى 14 آذار، و8 من قوى 8 آذار .
وفي كلمة إلى اللبنانيين من قصر بعبدا بعد إصدار مراسيم الحكومة الجديدة، أشار سلام إلى أنه “بعد 10 أشهر من المساعي الحثيثة التي انطلقت إثر تكليفي بإجماع 124 نائبا، والتي تطلبت الكثير من الجهد والصبر والتأني والمرونة، ولدت حكومة المصلحة الوطنية التي هي حكومة جامعة تمثل في المرحلة الراهنة الصيغة الأنسب للبنان بما يواجهه من تحديات سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية”، مشيراً إلى أن “الحقائب الوزارية وزعت، وتم اعتماد قاعدة المداورة التي سعيت إليها منذ البداية أي تحرير الحقائب من القيد الطائفي والمذهبي باستثناء حقيبة نائب رئيس مجلس الوزراء”، وأضاف “تتوفر في الحكومة جميع العناصر الدستورية والقانونية والتمثيلية، وشكلت حكومة المصلحة الوطنية بروح الجمع لا الفرقة والتلاقي لا التحدي، وهي قادرة على خلق مناخات إيجابية للحوار الوطني وقادرة على تأمين الأجواء اللازمة لإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها وإقرار قانون جديد للانتخابات التشريعية” .
وتابع سلام “أمد يدي إلى جميع القيادات وأدعوها إلى التنازل والالتفاف حول الجيش والقوى الأمنية، وستسعى الحكومة إلى إنجاز الاستحقاقات، والتصدي لكل أنواع الإرهاب ومعالجة الملفات الاقتصادية والاجتماعية الصادقة، وتنامي أعداد النازحين من الإخوة السوريين، وندرك وسط كل ما يحيط بنا من تداعيات وظروف أن المهمة صعبة، لكننا متفائلون بما سنسعى لتحقيقه، ولمسنا دعماً عربياً ودولياً لقيام الحكومة، ونرجو أن يستمر الدعم بما فيه مصلحة لبنان” .
وشكر الرئيس ميشال سليمان الذي شارك جهود التأليف بصبر ودأب وأظهر حسا وطنيا عاليا، ومن رشحوه لهذه المهمة، وزملاءه النواب الذين جسدوا ثقتهم الكبيرة بالاجتماع على تكليفه والقوى السياسية، كما شكر اللبنانيين جميعا، وأكد أن “وعينا لمصلحتنا الوطنية والتجارب المريرة ستكون دليلنا إلى بر الأمان وأمد يد التعاون إلى الجميع واتطلع إلى ثقة الجميع من دون استثناء” .
من جهته، هنأ رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي اللبنانيين بتشكيل الحكومة الجديدة، وأمل في تصريح أن “يكون تشكيل الحكومة الجديدة، فاتحة خير على لبنان واللبنانيين، لأن التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية الكثيرة التي تواجهنا في هذه المرحلة الدقيقة، تتطلب تعاون الجميع، لتحصين وطننا، وحمايته من المخاطر” .
وتمنى ميقاتي أن “تعجل الاتصالات اللاحقة، سائر الخطوات التنفيذية لنيل الحكومة الثقة في المجلس النيابي، للانطلاق فعليا في عملها، وتعويض التأخير الذي حصل في عملية التأليف”، وتوجه إلى رئيس الوزراء تمام سلام ب”كل مشاعر المحبة”، داعيا له ب”التوفيق في مهامه”، وآملا “التوفيق لجميع الوزراء” .
وأجرى رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري اتصالاً برئيس الحكومة الجديد، أشاد فيه بصبره وحكمته والنتيجة التي انتهت إليها عملية تشكيل الحكومة، وتمنى أن تشكِّل الحكومة فاتحة خير على لبنان واللبنانيين، وأن تتمكن من مواجهة الاستحقاقات، فيما تلقى الحريري اتصالات قبيل إعلان الحكومة، من سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حزب الكتائب أمين الجميل ورئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة ورئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط .
تشكيلة الحكومة اللبنانية
بيروت – “الخليج”، “أ .ف .ب”:
في ما يلي تشكيلة الحكومة اللبنانية بناء على صيغة “8-8-8”
الكتلة الوسطية: رئيس الوزراء تمام سلام (سني، جديد)، نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الوطني سمير مقبل (أرثوذكسي، جديد)، وزير البيئة محمد المشنوق (سني، جديد)، وزيرة المهجرين اليس شبطيني (مارونية، جديدة)، وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس (سني، جديد)، وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور (درزي، تغيير حقيبة)، وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي (شيعي، جديد)، وزير الزراعة أكرم شهيب (درزي، جديد) .
تحالف 14 آذار:
وزير الإعلام رمزي جريج (أرثوذكسي، جديد)، وزير الاقتصاد آلان حكيم (كاثوليكي، جديد)، وزير الداخلية نهاد المشنوق (سني، جديد)، وزير الاتصالات بطرس حرب (ماروني، جديد)، وزير العدل أشرف ريفي (سني، جديد)، وزير العمل سجعان قزي (ماروني، جديد)، وزير السياحة ميشال فرعون (كاثوليكي، جديد)، وزير دولة للتنمية الإدارية نبيل دو فريج (لاتين، جديد) .
تحالف 8 آذار:
وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر (شيعي، جديد)، وزير الدولة للشؤون المالية علي حسن خليل (شيعي، تغيير حقيبة)، وزير التربية والتعليم العالي إلياس أبو صعب (أرثوذكسي، جديد)، وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش (شيعي، تغيير حقيبة)، وزير الثقافة روني عريجة (ماروني، جديد)، وزير الطاقة والمياه آرتور نظريان (أرمني، جديد)، وزير الخارجية جبران باسيل (ماروني، تغيير حقيبة)، وزير الصناعة: حسين الحاج حسن (شيعي، تغيير حقيبة) .
المصدر: بيروت – “الخليج”