يعتزم اجتماع غير رسمي لخبراء في الأمم المتحدة في جنيف مناقشة قضية الروبوت “القاتل.” في الفترة من 13 و 14 مايو/آذار الجاري
وسوف تدور مناقشات بين أستاذي تكنولوجيا الروبوت رونالد آركين ونويل شاركلي حول كفاءة وضرورة استخدام الروبوت القاتل.
ويعقد الاجتماع على هامش مؤتمر يهدف إلى التوصل لمعاهدة حظر أو تقييد استعمال أسلحة تقليدية معينة.
ومن المقرر أن يُرفع تقرير بنتائج المناقشة إلى الاجتماع.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي ستُناقش فيها قضية الروبوت القاتل، أو نظم أسلحة القتال الآلية، في مؤتمر حظر استخدام أسلحة تقليدية معينة.
سلاح القتل الآلي
يُعد الروبوت القاتل من الأسلحة الآلية كليةً التي تختار أهدافها وتشتبك معها تلقائيًا دون تدخل بشري. وهي أسلحة ليس لها وجود فعلي حتى الآن، إلا أن التقدم التكنولوجي الذي يشهده الوقت الراهن قد يجعلها أقرب من عالم الواقع.
ويرى المؤيدون لفكرة استخدام الروبوت القاتل أن قوانين الحرب المطبقة حاليًا ربما تكون كافية للتعامل مع أي مشكلة قد تطرأ حال نشر تلك الأسلحة واستخدامها.
ويؤيد هؤلاء تعليق استخدام الروبوت القاتل بوصفه الخيار الأفضل من الحظر الكامل لاستخدامه حال اكتشاف الحاجة إلى قوانين حرب جديدة.
في المقابل، يرى المعارضون لفكرة استخدام الروبوت القاتل أنه سلاح يهدد البشرية وأنه يجب حظر استخدام “أسلحة القتل الآلية”.
ويقول نويل شاركلي، أستاذ تكنولوجيا الروبوت، لبي بي سي :”لا يمكن التنبؤ بأن نظم أسلحة القتل الآلية ستلتزم بالقانون الدولي.”
وأضاف أن “الدول لا تتحدث مع بعضها البعض في هذا الشأن، مما يجعل تلك الأسلحة مصدر خطر على البشرية.”
يُذكر أن شاركلي عضو مؤسس في حملة “ضد الروبوت القاتل” ورئيس اللجنة الدولية للحد من أسلحة الروبوت.
ومن المقرر أن تستضيف حملة “أوقفوا الروبوت القاتل” فعاليات على هامش اجتماع الأمم المتحدة.
أسلحة آلية
في حين قال رونالد آركين، أستاذ تكنولوجيا الروبوت بمعهد جورجيا للتكنولوجيا، لبي بي سي إنه يأمل أن تتمكن أجهزة الروبوت القاتلة من تقليل الضحايا من غير المقاتلين، إلا أنه أعرب عن مخاوفه حيال إمكانية الدفع بتلك الأسلحة إلى معارك حقيقية قبل اكتمالها تماما.”
وأضاف: “أدعم تعليق استخدام هذا السلاح، ولا أدعم حظره حاليا.”
وتابع شاركلي “ربما تكون أجهزة الروبوت القاتلة أفضل من الإنسان عندما يتعلق الأمر بقرار عدم الاشتباك مع الهدف وأنها من الممكن أن تقوم بذلك بعناية فائقة.”
كما أعرب عن عدم التفاؤل بشأن تحويل الأسلحة ومعدات الحرب إلى معدات آلية كليةً.
الطائرات بدون طيار
جدير بالذكر أن جدول أعمال المناقشة الخاصة بأجهزة الروبوت القاتلة لم يدرج الطائرات بدون طيار ضمن أعمال الجلسات لأنها لا تعتبر آلية كليةً، إلا أن هناك ما يشير إلى إمكانية تحولها إلى ذلك مستقبلًا.
فقد نجحت بريطانيا في اختبار الطائرة بدون طيار من طراز (تارانيس)، وهي مركبة جوية بدون طيار عابرة للقارات، وهو الاختبار الذي أُجري بأستراليا هذا العام علاوةً على التقدم الذي أحرزته وكالة مشروعات الدفاع البحثية المتقدمة (داربا) الأمريكية على صعيد تطوير المركبة (كراشر)، وهي مركبة برية مقاتلة بدون قائد، منذ عام 2006.
وكانت وزارة الدفاع البريطانية قد زعمت في وقت سابق أنها ليس لديها نية لتطوير نظم قتالية تعمل بدون تدخل بشري.
وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش إنه في 21 نوفمبر / تشرين الثاني الماضي، أصدرت وزارة الدفاع الأمريكية تعليمات مؤداها :”لابد من وجود تدخل بشري عند اتخاذ القرار باستخدام القوة القتالية.”
ومن المقرر أن يترأس اجتماع الخبراء السفير الفرنسي، جان أوج سيمون ميشيل، وهو الاجتماع الذي ينعقد من 13 إلى 16 مايو / آذار الجاري في جنيف.
المصدر: BBC