قدر اقتصادي حجم ما يصرف سنوياً من المواطنين على الترفيه أكثر من 7 مليارات ريال، موضحاً أن هيئة الترفيه من أهم القرارات الملكية التي صدرت، حيث أن هذا القطاع يفتقد إلى المشروعات الاستثمارية المتميزة مما يحد بالمواطن تغيير وجهته إلى بلدان عالمية بحثاً عن الترفيه.
وتمثلت مطالبات مواطنين بأهمية إيجاد مشروعات ترفيهية تخدم العائلة والشباب بعيداً عن المشروعات التقليدية التي كانت سبباً في عزوف المواطن وتغيير وجهته إلى دول خليجية أو عربية أو عالمية، موضحين أن المملكة تفتقد الترفيه في كافة المجالات سواء الترفيه الرياضي أو الثقافي أو السياحي.
سوق الترفيه واعد
وعلق د. محمد القحطاني – اقتصادي – على إنشاء هيئة للترفيه بقوله ” قرار صائب وستحد من خروج أكثر من 7 مليارات ريال سنوياً للخارج “، مشيراً إلى أن المواطن السعودي يصرف سنوياً أكثر من 7 مليارات ريال على الترفيه في الخارج.
وأضاف د. القحطاني سوق الترفيه بالمملكة سوق واعد وسيجذب العديد من الشركات العالمية للاستثمار، مطالباً بوضع آلية صريحة وواضحة للمستثمر المحلي والأجنبي فيما يتعلق بالمشاريع الترفيهية، بالإضافة إلى خلق شراكات مع البلديات التي تملك العديد من الحدائق والواجهات البحرية التي نفذت على أعلى مستويات ولكنها في الكثير من الأيام “خالية” مجرد منظر جمالي ولم تستثمر بالشكل المطلوب.
وبين د. القحطاني أن بعض مناطق المملكة مثل منطقة عسير ستتحول إلى وجهة سياحية على مدار العالم، بينما مناطق كثيرة من المملكة كالمنطقة الشرقية والغربية فيها الشواطئ الجميلة وكذلك المنطقة الشمالية من المتوقع أن يتم إنشاء منتجعات سياحية على غرار منتجعات عالمية، موضحاً يجب أن نقود التغيير ونسعى جميعاً إلى توعية المواطنين ومحاولة صهرهم مع رؤية 2030، مطالباً بأن يفتح المجال للشركات المحلية ولا نريد الشركات العالمية.
كسر الروتين المعتاد
وقالت نورة مطاري – سيدة أعمال – أن المواطن يبحث نهاية كل أسبوع عن وسيلة يكسر بها الروتين المعتاد، والتي تتمحور حول الزيارات والتسوق والخروج للصحراء “البر” أو بعض الاستراحات المتهالكة والمؤجرة بمبالغ كبيرة، بينما في بعض مناطق المملكة وخاصة المنطقة الشرقية والغربية والتي تقع على البحر يوجد بها فرص استثمارية مؤهلة لخدمة المواطن، بينما في الوقت الراهن مجرد شواطئ وواجهات بحرية صرفت عليها الدولة مئات الملايين وأحياناً لا تجذب المواطن بسبب ارتفاع درجات الحرارة، بينما لو وضعت فيها مشاريع عالمية ستكون الوجهة العائلية الأسبوعية.
وأضافت أن مشاريع الترفيه متنوعة مابين رياضية على غرار ” فيراري دبي ” أو ترفيهية كما هي ” ديزني لاند ” المستثمرين السعوديين لديهم القدرة على إنشاء مثل هذه المشاريع، موضحة أن صناعة الترفية لا تقتصر على الملاهي والألعاب والحدائق بل تصل إلى أماكن مخصصة لعرض إبداعات الشباب الثقافية كالمسرحيات مثلاً أو دور سينما وغيرها، وقالت “قرار إنشاء هيئة للترفيه قرار صائب وسيخدم اقتصاد المملكة وستوفر فرصة عمل واعدة للشباب”.
وأضافت مطاري تتمتع المملكة بمقومات سياحية فريدة، تمكنها من تنمية سياحة الترفيه، حيث تمتلك أكثر من 3 آلاف كيلومتر من الشواطئ على الخليج العربي والبحر الأحمر، الأمر الذي يشكل أساساً لانتعاش رياضة الغوص، بالإضافة إلى سلاسل جبلية متنوعة كما هي المناطق الجنوبية يمكن استغلالها في تنمية رياضة القفز بالمظلات على قمم جبال السروات في كل من أبها والباحة والطائف.
وأكدت مطاري بأن المملكة تنعم باستقرار سياسي واقتصادي وأمني يجعلها بيئة مواتية لضخ المزيد من الاستثمارات لإنعاش السياحة الداخلية وعلى رأسها الترفيه والمطاعم، ما يوفر الكثير من الأموال التي تخرج إلى دول مجاورة بحثاً عن الترفيه، وهنا يأتي دور هيئة الترفية في قلب المعادلة واستقطاب السياح من داخل المملكة ومن دول الجوار والسياح الأجانب بتوفير كل مقومات الترفيه بالمملكة.
مطالب الشباب
وتنوعت مطالب الشباب مابين مدن رياضية ” سيارات، سباق الخيل ” وكذلك منتجعات عالمية وأخرى مدن مخصصة لعروض الشباب من مسرحيات وسينما، وقالوا “نحن قادرون على إنتاج ما يشجع على الترفيه ولن نستورد من الخارج “، وقال ضيف الله الغامدي أن المملكة متنوعة في ثقافاتها وإمكاناتها وجغرافيتها كذلك، ولكل منطقة لها ميزة معينة، نتمنى من هيئة الترفيه أن تقوم بدراسة ميدانية وتشارك الشباب فيها من اجل تحقيق طموحاتهم ورغباتهم.
وأضاف في الإجازة الصيفية للمدارس تزيد عن 4 أشهر، متسائلاً أين يذهب الشباب في هذه الفترة وكيف يتم استثمارهم، مؤكداً على أهمية تنوع الترفيه في الإطار الشرعي والعادات والتقاليد لاحتواء الشباب وحمايتهم وتنمية مواهبهم.
بينما قال صالح الخالدي أن لدينا من المواهب والأفكار التي من السهل تطبيقها ونحن قادرون على تشغيل مثل هذه المشاريع وزاد بقوله “اشغلونا بما يخدم بلدنا”، بينما أوضح فواز سعيد نتطلع الى بناء مسارح عالمية احترافية حيث إن المسرح وسيلة ترفيهية يبعد الشباب عن قضاء وقت فراغهم في غير المفيد، نحتاج إلى مدن رياضية لسباق السيارات وستعين الكثير من الشباب من استثمار أوقاتهم في أماكن آمنة.
المصدر: الرياض