الشاهد: توثيق لمسيرة وطنية ملهمة

آراء

لم يكن نهيان بن مبارك مجرد مسؤول يؤدي واجباته الرسمية، بل كان دائماً قريباً من الناس، حاضراً في أفراحهم وأتراحهم، مشاركاً في المناسبات الوطنية والاجتماعية، ومُكرّساً وقته لتعزيز الترابط المجتمعي. هذه القربى من الناس هي انعكاس لما نشأ عليه في مجلس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، حيث القيادة الحقيقية تعني أن تكون في قلب المجتمع، قريباً من نبضه وآماله.

ذلك المجلس الذي ضم والده الشيخ مبارك بن محمد آل نهيان، رحمه الله، السند المتين للشيخ زايد، ورفيق له في بناء الاتحاد والتأسيس. هذه الملازمة منحت الشيخ نهيان فرصة نادرة للنهل من معين القيادة الحقيقية، فشبّ على حب الوطن وخدمة الناس، مؤمناً بأن العمل من أجل رفعة البلاد هو أسمى صور المواطنة.

تجلّت هذه القيم في مسيرة الشيخ نهيان، التي امتدت لعقود من العمل المتواصل في مختلف المجالات. وقد وثّق كتاب «الشاهد»، الصادر عن مكتب إكسبو دبي، محطات مضيئة من هذه المسيرة، مسلطاً الضوء على دوره الحيوي في إنجاح «إكسبو 2020 دبي»، حيث قاد بصفته المفوض العام جهود إبراز الصورة الحضارية للإمارات على الساحة العالمية.

على مدى سنوات، أظهر نهيان بن مبارك قدرة استثنائية على المزج بين الأصالة والمعاصرة، إذ حرص على الحفاظ على هوية الإمارات الثقافية، وفي الوقت ذاته دعم مشاريع التحديث والتطوير. سواء في التعليم، أو الثقافة، أو مشروعات التسامح والتعايش التي أعادت تثبيت الركائز الإنسانية في المجتمع في خضم خطابات الكراهية، كان دائماً صاحب رؤية بعيدة المدى، تُوازن بين إرث الماضي ومتطلبات المستقبل.

نموذج شخصية الشيخ نهيان يعزز هوية الإماراتيين، وتترسخ بمتابعتها قيم العمل والإخلاص في نفوس الأجيال. فهو نموذج للقائد الذي يُلهم من حوله، ويدفعهم للإبداع والإنجاز بروح إيجابية، مستلهماً من إرث الشيخ زايد ومُجسّداً لقيم والده الشيخ مبارك في خدمة الوطن.

كتاب «الشاهد» عرض صفحات مختزلة عن تقدير نهيان بن مبارك، وفتح الباب لكتابات تستحق أن تسرد قصة الرجل الذي كرّس حياته لخدمة الإمارات، وبذل جهداً في مسيرتها التنموية، فاستحق مكانة رفيعة في قلوب أبناء الوطن.