عاد الفايروس التاجي (كورونا) الذي أودى بـ40 شخصاً في السعودية وأثار قلقاً في أرجاء العالم قبل أشهر ليتصدر الأنباء أمس، بعدما أعلنت وزارة الصحة السعودية أن باحثيها المتعاونين مع جامعة أميركية ومختبرات في الولايات المتحدة عزلوا الفايروس الشبيه بفايروس «سارس» المسبب للالتهاب الرئوي الحاد من عينة من الخفافيش. ويبدو أن الخفاش (الوطواط) لن يكون وحده محل الأضواء المسلطة على «كورونا»، إذ ثمة جهات علمية تتحدث عن أن الجمل ربما كان ناقلاً لهذا الفايروس، وكذلك الأغنام والماعز.
وكانـــت وزارة الصحــــــة السعودية أعلنت أمس أن فريقاً من باحثيها تمكن – بالتعاون مع جامعة كولومبيا ومختبرات «إيكو لاب» في الولايات المتحدة – من عزل «كورونا» من إحدى العينات التي تم جمعها من الخفافيش في المملكة.
وأوضحت في بيان أمس أن الدراسة شملت عينة من 96 خفاشاً حياً تمثل سبع فصائل مختلفة، وعلى 732 عينة من مخلفات الخفافيش في المناطق التي سجلت فيها إصابات مؤكدة بالمرض في المملكة، وأظهرت عينة واحدة من خفاش حي آكل للحشرات وجود تركيبة جينية مطابقة بنسبة 100 في المئة لفايروس «كورونا» الذي شُخص في أول حالة سجلت في المملكة.
وكشفت الدراسة عن وجود فايروسات متعددة أخرى من فصيلة «كورونا» في 28 في المئة من العينات التي تم فحصها. وأضافت الوزارة أن الباحثين خلصوا إلى أن الخفافيش قادرة على احتضان العديد من الفايروسات مثل فايروس الكلب والسارس والهندرا، وأن وجود تركيبة مطابقة لفايروس كورونا الجديد يجعلها حاضناً محتملاً لهذا الفايروس.
لكن الحيوان الوسيط (في نقل العدوى) بين «الخفاش» والإنسان لا يزال غائباً عن الاكتشاف بحسب بيان وزارة الصحة السعودية. فبعدما أودى «كورونا» بحياة 40 شخصاً في السعودية فقط، فيما بقي 72 مصاباً يتصارعون معه في مستشفياتها، تتجه الرؤى العلمية إلى المواشي – وعلى رأسها «الجمل» – بعين الفحص والريبة.
وأكد الدكتور إيان ليبكن مدير مركز العدوى والمناعة في جامعة كولومبيا الباحث المشارك في الدراسة التي أعلنتها وزارة الصحة السعودية أن «الأيام المقبلة ستخبرنا عن احتمال وجود الفايروس في الإبل والأغنام والماعز».
المصدر: صحيفة الحياة