اعتبر المشاركون في جلسة «ما نوع الأخبار التي نريدها في المستقبل» أن المحتوى التعبيري الذي يضم الصور ومقاطع الفيديو بات الأهم الآن لدى المتلقي في المواد الإخبارية التي تصل إليه، الأمر الذي أعطى قوة وأهمية قصوى لوسائل التواصل الاجتماعي التي تعتمد على استخدام هذه العناصر، يضاف إليها الآنية في نقل المعلومة، لكن في المقابل تقل عناصر المصداقية ووضوح مصدر المعلومة.
وقالت المدير التنفيذي لشبكة «ماشابل» الإخبارية الإلكترونية، أماندا ويلز، إن آلية كتابة المحتوى الإخباري تغيرت تماماً خلال السنوات الماضية، فبدلاً من الاعتماد المباشر على تقديم المعلومة بات هناك طرق عدة يمكن تناول القصة الإخبارية بها، منها ما يبحث عما وراءها وتشعباتها وارتباطاتها بأمور أخرى، ومنها ما يعتمد على نقل المواد التعبيرية التوضيحية بدلاً من الكلمات، فمزيد من الصورة والفيديو يضمن إيصال المعلومة دون الحاجة إلى كلمات أكثر، وهذا التغير نجح في تكوين قاعدة كبيرة من المتلقين.
وتابعت: «هذا التغير خرج بالإعلام عن النمطية القديمة له، وبات يواكب التطور التكنولوجي الحادث، وازدادت قوة تأثيره مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي توفر هذه العناصر كافة».
ولفتت إلى أن هذا التغيير وزيادة الاعتماد على التكنولوجيا لا يمكن أن يلغيا دور الصحافي والإعلامي، فالاستغناء عن عدد كبير من الصحافيين الميدانيين والاعتماد على التواصل الاجتماعي من دوره أن يخرج قصصاً مبتورة للجمهور، وفاقدة لمصداقية المعلومة، فالصحافي ذو الخبرة هو الأقدر على التأكد من صحة المعلومات من مصادرها الحقيقية والمسؤولة عنها، والقادر على تقييم الأحداث وتحليلها بالشكل الصحيح.
وتابعت: «لذا فإن الشكل الأمثل للأخبار التي نريدها مستقبلاً هو تكامل بين قدرات التواصل الاجتماعي وخبرات ومهارات الصحافيين والإعلاميين».
وحول كيفية ضمان مصداقية الأخبار والمعلومات في وسائل التواصل الاجتماعي قال نائب رئيس المحتوى والإعلام لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط في «تويتر»، ريتشي جيت لي، إن حصار مستخدم وسائل التواصل الاجتماعي والتأكد من كل معلومة تنشر أمر مستحيل، لذا يتم العمل دائماً على آليات تضمن نوعاً ما مصداقية المعلومة، مثل توثيق حسابات بعض الأشخاص المشهورين وقادة الرأي والمؤسسات التجارية، ووضع آلية لحذف ما يدعو للعنف والعنصرية وما ينشر من مقاطع فيديو أو صور تضم مشاهد مؤذية لمن يراها على اختلاف طبيعة هذا الإيذاء. وتابع: «والأمر نفسه بدأ يدخل على تعليقات المستخدمين على بعض المواد في وسائل التواصل الاجتماعي، فهناك إمكانية لحذف التعليقات التي تشوه المعلومات».
وأشار إلى أن مسؤولية تأكيد مصداقية المعلومات على مواقع التواصل الاجتماعي لا تتحملها المنصات والشركات المشغلة لها فحسب، وإنما يجب أن تتحمل وسائل الإعلام جزءاً كبيراً من هذه المسؤولية، فإمكانية الاستفادة من هذه الوسائل متاحة لها، إذاً لماذا لا تتواجد على منصات التواصل الاجتماعي بحسابات موثقة تقدم من خلالها المعلومة والخبر للمتلقي بالشكل الذي يبحث عنه وبشفافية ومصداقية؟
ولفت إلى أن التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي، خصوصاً في عمليات تقديم المعلومة والاخبار قوي للغاية وبلغات عدة من أهمها اللغة العربية، فهي تصنف بين اللغات الخمس الأكثر انتشاراً على «تويتر».
المصدر: الإمارات اليوم