شكلت الأحوال الجوية الطارئة والطقس العاصف في أبو ظبي منذ ليل الثلثاء ويتوقع استمرارها حتى نهاية اليوم الخميس، زائراً ثقيل الظل على العاصمة أبو ظبي والمدن الأخرى في الإمارة. كما ضربت بعض جوانب الحياة في إمارة دبي، وأدت إلى تعليق جزئي للتداول في البورصة، كما تم تعليق الدراسة حتى مطلع الأسبوع المقبل.

وأدى سوء الأحوال الجوية إلى عرقلة فاعليات «أسبوع الطيران والفضاء» و «القمة العالمية لصناعة الطيران ومعرض الطيران» وإلى إغلاق مطار أبو ظبي، فيما شهدت شوارع المدينة استنفاراً وحركة فيضانات وانقطاع الكهرباء عن بعض المناطق، إضافة إلى اضطراب الاتصالات. ورأى كثيرون في هذا التبدل المناخي فرصة للعيش في ظل تجربة تختلف عن المناخ الحار الذي تصل درجاته صيفاً إلى نحو 50 درجة مئوية.

وأشعلت العاصفة المناخية التي لم تعتد عليها أبو ظبي ولم تشهدها منذ أكثر من ربع قرن، وسائل التواصل الاجتماعي لتبادل اللقطات والفيديوات التي سجلت مناظر غريبة مخيفة للبعض ومبعث راحة ومرح واستبشار بالخير لكثيرين من الذين رأوا مياه الأمطار كشلالات تتقاذفها الرياح في كل الاتجاهات.

غير أن هذا الشعور كان مغايراً عند كثيرين تضررت منازلهم بعضها في الانهيارات، كما وقعت حوادث سيارات أليمة واضطر آخرون إلى الانحباس داخل سياراتهم في شوارع اقتلعت الرياح أشجارها. ومع أن بلدية مدينة أبو ظبي استنفرت طواقمها كافة في مواجهة طوارئ الشتاء، إلا أن المدير العام للبلدية محمد خليفة المزروعي تعرض لحادث سير في شارع المطار أودى بحياته، بعدما تهشمت سيارته نتيجة اصطدامها بعوائق.

وأكدت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث متابعتها الحالة الجوية وقالت أنها تنسق عملياتها مع وزارة الداخلية والمركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل.

وتحدثت الأنباء عن أن الإمارات عاشت ساعات عصيبة، ما اضطر السلطات إلى إغلاق مطار أبو ظبي الدولي لساعات وتأخير جزئي لرحلات في مطار دبي المخصص للرحلات الطويلة المدى. كما تم إغلاق المدارس أمس واليوم في إمارة أبو ظبي التي تحولت شوارعها وطرقات عدة في دبي إلى مستنقعات.

وأعيد فتح مطار أبو ظبي لاحقاً واستؤنفت الرحلات طبيعياً في مطارات الدولة بعد انحسار نسبي لموجة الأمطار غير العادية. وطلبت إدارة المطار من المسافرين التأكد من مواعيد رحلاتهم، عبر الاتصال بشركات الطيران قبل التوجه إلى المطار. وأصدر «مجلس أبو ظبي للتعليم» قراراً بتعليق الدوام لطلاب المدارس والهيئة التعليمية والإدارية في المدارس الحكومية والخاصة حتى مطلع الأسبوع.

ودعت وزارة الداخلية السائقين إلى أخذ الحيطة والحذر أثناء القيادة مع استمرار هطول الأمطار الغزيرة التي تزامنت مع غيوم كثيفة وسحب ركامية رعدية أحياناً، مصحوبة برياح نشطة وقوية مع سقوط أمطار مختلفة الشدة تؤدي إلى جريان الأودية والسيول، خصوصاً بالقرب من المرتفعات.

في الوقت نفسه، أعلنت مطارات دبي أن العمليات وحركة الطائرات عبر مطار دبي الدولي ودبي وورلد سنترال، لم تتأثر كثيراً نتيجة الأمطار والأحوال الجوية السيئة التي شهدتها أجواء الدولة. وأشارت إلى أن الأمطار الغزيرة تسببت فقط في حدوث تأخير محدود في إقلاع بعض الرحلات، وأن جميع الجهات المعنية بالإضافة إلى شركات الطيران، تتخذ الإجراءات الضرورية وتبذل الجهود الممكنة للحد من انزعاج المسافرين.

المصدر: صحيفة الحياة