استعادت القوات العراقية أمس، كامل السيطرة على مدينة الفلوجة بعد «تطهير» حي الجولان في المدينة، ودعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من الفلوجة العراقيين إلى الاحتفال باستعادة السيطرة على المدينة التي شكلت أحد أهم معاقل تنظيم «داعش» في العراق، فيما أكد وزير الدفاع العراقي أن 90 في المئة من منازل الفلوجة تعتبر سليمة، وذكر مصدر عسكري عراقي، أن الدمار الذي لحق بالمدينة لا يتجاوز عشرة في المئة.

وقال العبادي في تصريح لقناة العراقية الحكومية خلال زيارته الفلوجة «أدعو العراقيين للخروج والاحتفال في كل مكان… أدعو جميع العراقيين إلى الاحتفال بمثل هذا اليوم في جميع مناطق العراق». وأضاف العبادي الذي ظهر في زي قوات مكافحة الإرهاب، أبرز القوات المشاركة في العمليات، «من حق العراقيين الاحتفال بإعادة الفلوجة…هزمنا الدواعش الذين ليس لديهم مكان في العراق».

وقال أيضاً «سنرفع العلم العراقي في الموصل قريبا»، في إشارة إلى أكبر المدن العراق في شمال البلاد والتي لا تزال تحت سيطرة الإرهابيين.

وكان قائد عمليات الفلوجة الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي قد أعلن صباح أمس تحرير الفلوجة بشكل نهائي. وقال إن معركة الفلوجة قد انتهت بالكامل بعد أن تمت السيطرة على جميع مناطق المدينة. وأضاف أن معارك المدن دائماً ما تبقى فيها جيوب هنا وهناك وستقوم القوات الأمنية العراقية بمعالجتها، لافتاً إلى أن مسؤولية مسك الأرض في الفلوجة ستكون من مسؤولية عمليات بغداد والشرطة المحلية. وقال الساعدي إن «المعركة انتهت بنسبة دمار في البنية التحتية في الفلوجة لا تزيد على 10 في المئة توزعت في جميع مناطق المدينة». وفي تصريح لقناة العراقية الحكومية، قال الساعدي إن «هذه المعركة هي أنظف معركة مدن في كل العراق»، في إشارة ضمنية إلى أضرار كبيرة لحقت بمدن أخرى طرد منها الإرهابيون مثل تكريت والرمادي. وأكد وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي، في تغريده له على صفحته بموقع «تويتر»، إن نحو 90% من منازل الفلوجة سالمة وصالحة للسكن، لأننا باغتنا «داعش» فيها ولم تتمكن عناصره من تدميرها كما حصل في الرمادي وسنجار.

ومن جهته، قال مصدر في الفرقة العاشرة بالجيش، إن أكثر من 200 أسرة نزحت من جزيرة الخالدية شمال مدينة الرمادي باتجاه القطعات العسكرية، مؤكداً أنه تم نقل الأسر إلى منطقة آمنة.

من جهة أخرى، استقبلت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية في مركز استقبال النازحين في قضاء بيجي بمحافظة صلاح الدين420 عائلة نازحة من قضاء الشرقاط التابع للمحافظة، بعد انطلاق عمليات تحرير القضاء ونواحيه والقرى المحيطة به من قبل القوات الأمنية العراقية. وذكر مصدر أمني أن عائلة فارة من قضاء الحويجة مؤلفة من طفلين والأب والأم في الضفة الغربية بجبال حمرين شمال صلاح الدين باتجاه ناحية العلم، ماتوا عطشا بسبب ارتفاع درجة الحرارة.

وفي تطوّر آخر قال مصدر أمني عراقي إن طفلة رضيعة تدعى «فرح» تبلغ من العمر أربعة أشهر قتلت مع والدتها بعيارات نارية من بندقية قناص ينتمي إلى«داعش» في محيط قضاء الشرقاط الذي يقع شمالي تكريت، إثناء محاولة والدتها الهرب باتجاه القطعات العسكرية، مبيناً أن «فرح» تعد أصغر ضحايا تنظيم «داعش» في الشرقاط.

المصدر: الخليج