يبدو أن صناع الأفلام في مهرجان برلين السينمائي الدولي وجدوا أرضا خصبة في مشكلة الهجرة التي ترهق ألمانيا منذ أزمة اللاجئين إليها عام 2015، إذ عرضوا هذا العام أفلاما تسلط الضوء على قصص هروب اللاجئين ووصولهم واندماجهم.
ففي النسخة الثامنة والستين من مهرجان برلين السينمائي، الذي أسس عام 1951 لعرض أفلام تتناول موضوعات اجتماعية وسياسية، يستعرض المهرجان تجارب لاجئين فيما لا يقل عن ثمانية أعمال مشاركة تضمنت أفلاما وثائقية وعملا فنيا مقتبسا من رواية تعود إلى أربعينات القرن العشرين.
يقول صناع السينما في المهرجان إنهم يريدون أن يبعثوا برسالة سياسية وأن يستعرضوا التغيير الذي طرأ على أوروبا بسبب الهجرة.
وقال ديتر كوسليك مدير المهرجان “الآن، يكثر النظر فيما يفعله اللاجئون بعد وصولهم إلى أوروبا. ما هو المستقبل الذي ينتظرهم؟”.
من الأعمال المشاركة في المهرجان، فيلم “إلدورادو” للمخرج السويسري ماركوس إمهوف الذي يروي قصة مهاجرين جرى إنقاذهم قرب الساحل الليبي ونقلوا إلى إيطاليا حيث ينتظرون في مساكن إيواء وينتهي بهم المطاف أحيانا إلى الترحيل أو يغادرون المخيمات للعمل بصورة غير قانونية ويخاطرون بتعرضهم للاستغلال.
وثمة فيلم وثائقي آخر بعنوان “سنترال ايربورت تمبلهوف” الذي يعرض حياة أناس يقيمون وينتظرون في مساكن إيواء للاجئين من خلال مدونة لاجئ سوري أقام في مطار تمبلهوف ببرلين.
يقول المخرج البرازيلي كريم آينوز “أهم سؤال لأوروبا على الصعيد السياسي الآن هو كيف يمكن لها أن تكون قارة متنوعة. رائع حقا أن تكون هناك أفلام تتناول تلك المسألة”.
ومن خلال قصة خيالية تجري أحداثها في فرنسا المعاصرة ويظهر فيها بعض الألمان الذين يفرون من قوات تحتل مارسيليا، اقتبست أحداث فيلم “ترانزيت” من رواية للكاتبة أنا سيجرس تروي فيها قصة هروبها من ألمانيا النازية عام 1940.
يروي الفيلم، وهو من بين 19 فيلما تتنافس على جائزة الدب الذهبي في المهرجان، تفاصيل رحلة لاجئين يحاولون الحصول على تأشيرات دخول وأوراق رسمية في مسعى للهروب من الاضطهاد.
المصدر: الاتحاد