المرأة وبناء الأوطان

آراء

احتلت المرأة الإماراتية مكانة في المجتمع قبل قيام الاتحاد، فكانت الأم المتفانية في تربية أبنائها وتنشئتهم التنشئة المثلى في ظل غياب زوجها للبحث عن مصدر رزقهم، والداعمة لأبيها وأخيها وزوجها وأبنائها والمشجعة لهم على التقدم والازدهار. وأكملت ابنة الإمارات مسيرة تميزها عند تأسيس الاتحاد بالأدوار الاستراتيجية والمحورية التي لعبتها في رسم ملامح مشتركة ومضيئة، تعزز من استمرارية البناء واستكمال المزيد من الإنجازات على الصعيدين المحلي والدولي، إلى جانب أخيها الرجل.

وبفضل النظرة الاستشرافية للمغفور له الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وبدعم من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات، تواصل دولة الإمارات تقديم الدعم للنساء الإماراتيات والمقيمات على أرضها الطيبة لإيمانهم بأن المرأة فخر للوطن وسنده باعتبارها نموذجاً ملهماً في تحقيق التنمية المستدامة، بدءاً من التأسيس وصولاً إلى مئويتها.

ولا ننسى جهود ومساعي سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، رائدة الحركة النسائية في دولة الإمارات التي أثمرت تخريج نماذج نسائية إماراتية، بدءاً من إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة، وإعداد الخطط والسياسات التي من شأنها توفير مقومات الحياة الكريمة، والمساهمة في تعزيز التماسك المجتمعي وتحقيق الرفاه الاجتماعي، إلى تخصيص يوم للاحتفاء بالمرأة الإماراتية والاعتزاز بإنجازاتها التي باتت مصدر إلهام لقريناتها في العالم، فما حققته المرأة الإماراتية في 50 عاماً لم تحققه نساء العالم في قرن.

وقد برز دور المرأة الإماراتية في عدة مجالات لا بد من التوقف عندها والإشادة بها وهي مشاركاتها الفاعلة في تنظيم واستضافة «إكسبو دبي 2020»، الحدث البارز الذي جمع العقول من كل أنحاء العالم لاستشراف مستقبل الإنسانية، ومساهماتها الفاعلة في دعم الجهود الوطنية في تعزيز حماية البيئة ومواجهة التغير المناخي وصون الموارد الطبيعية وتحقيق التنمية المستدامة وتوفير حياة آمنة لأجيال المستقبل، من خلال الحدث الذي ستستضيفه دولة الإمارات في نوفمبر/تشرين الثاني القادم «كوب 28».

إن يوم المرأة الإماراتية ليس مجرد مناسبة احتفالية، وإنما هو فرصة سنوية لنقيّم فيها أنفسنا، ونتابع ما قمنا بتحقيقه من إنجازات، ونراجع فيها أهدافنا وخططنا والتخطيط لتطوير مهاراتنا الشخصية والعملية والعلمية للوصول إلى ما نطمح إليه في خدمة بلادنا، ولرد جزء من الجميل لهذا الوطن المعطاء وقيادتنا الرشيدة وأسرنا الكريمة ومجتمع دولة الإمارات والإنسانية جمعاء.