شاهدت عبر الفيديو تفاصيل افتتاح قمة الإعلام في أبوظبي التي اختتمت الخميس. لفت انتباهي خلو القاعة من «البشوت» إلا من بشت الأمير الوليد بن طلال وبعض من في معيته من أمثال صديقنا جمال خاشقجي. ولأن المتحدث الرئيسي كان بيل جيتس، وهو من هو في الثراء والإبداع وأعمال الخير، فلابد أن يثير إعجابنا بتواضعه وبساطته وعمق فكره.
ليس للبشت «هيبته» في هكذا محفل. لكن الهيبة -إن كان لابد منها- هي للعلماء والمبدعين ممن بأفكارهم ومنجزاتهم نقلوا الإنسان من عصر إلى آخر. ولأن الأمير الوليد بن طلال من نجومنا الذين أبهرونا بجرأتهم ونجاحاتهم فلابد أن ننظر له دوماً كأبرز محفزي التغيير الإيجابي في منطقتنا. الوليد دائماً يسبق غيره في فتح أبواب كنا نظنها عصية. وهو الأكثر جرأةً في سلك طرق قليل من يسلكها قبله. ولهذا تساءلت: ماذا لو حضر الوليد افتتاح قمة أبوظبي بلا بشت؟ كيف سينظر له شباب السعودية؟
أعترف أنني شديد الإعجاب بالمسؤول الإماراتي، شيخاً ووزيراً ومدير إدارة، لتحرره من «عقدة» البشت التي لاتزال تكبل كثيراً من المسؤولين الآخرين في الخليج. ليبقى البشت حاضراً في المناسبات الرسمية الضرورية وفي المناسبات الاجتماعية. ولنحرر حركتنا -وتفكيرنا- من دلالاته وتعقيداته. ولكن من يجرؤ على هكذا مبادرة قبل الأمير الوليد؟
ليسامحني صديقي جمال خاشقجي إذ أعترف أنني ابتسمت حينما شاهدته يسأل بيل جيتس سؤالاً مهماً فيما كان مكبلاً ببشته. وأعرف أنه لولا وجود «المعزب» في ذات القاعة لما لبس أبو صلاح مشلحه وسط النخبة من نجوم المهنة وكبار صناعها. سؤاله سؤال الخبير العارف لكنه المكبل بقيود البشت ورسمياته! وهي أيضاً فرصة للسؤال: لماذا يحب السعوديون لبس المشالح بمناسبة وبغيرها؟ متى نغلق الأدراج على البشوت ونتفرغ للعمل والإنجاز؟ وحينما ننجز ويأتي يوم الحصاد لعله مقبولاً حينها أن يحتفل بعضنا -إن أراد- والبشت يطرز كتفيه!
من يبدأها غير الوليد بن طلال؟