كاتب و روائي سعودي
تقليعات التواصل الاجتماعي ليست غريبة وإنما تعتمد على مدى الانتشار من خلال المتابعين.
ويمكن الآن معرفة أسباب ظهور تجارة المتابعين، إذ إنها تقود إلى تجارة متنوعة ومختلفة تدر الأموال الطائلة إن كان صاحب السلعة على قدر كبير من النباهة.
والتجارة لم تعد سلعة فقط، بل تداخلت الأشياء بعضها مع بعض حتى يمكن للمرء أن يراهن على الحظ من خلال تغريدة أو مشهد فيديو ليتحول صاحبه إلى شاغل الناس.
ولأن العالم كله يشرب من ماء تلك المواقع أصبح جمال الشكل أحد عناصر الجذب، فالممثلة الهندية المبتدئة في التمثيل تحولت بقدرة قادر إلى حديث العالم من خلال غمزة عين لتقفز إلى شخصية عالمية يتابعها الملايين.. هي لم تفعل شيئاً فقد قادها الحظ لأن تكون عالمية بغمزة ربما لم تكن على البال.
وخلال الأسبوع الماضي تحول شاب سعودي وسيم إلى شخصية عامة تناقل الشعب صورته ورافقت صوره مئات التعليقات ذات الروح الظريفة
ولأن الشكل هو المقياس، فقد دخل إلى هذا المضمار شخصيات مسؤولة تم تسويقهم من خلال إعجاب إحدى السيدات بتلك الشخصية ليصبح المسؤول الأهم، فليس مهماً ماذا فعل، المهم أنه شخصية وسيمة جذابة.
ولأن الحياة غدت حياة استهلاكية، فليس مهماً النوعية، المهم ما يتم استهلاكه.. ولا يمكن أن تستنكر، بل معرفة كيف تتحرك الأمور باتجاه المصلحة الفردية ولا أريد التنظير بأن هذه النمط الحياتي احتفل بالفردية؛ ولذلك لم تعد المصلحة العامة هي المتقدمة.
أقول لكم عيشوا كما تحبون، وابتعدوا عن التنظير، فمهما علا شأن أي أمر ليس أجمل من أن تعيش كما تحب.
المصدر: عكاظ