أثار امتداح المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب بطل الملاكمة الراحل محمد علي كلاي الذي توفي الأسبوع الماضي، حفيظة عدد من المتابعين والنقاد، وعلى رأسهم بيرني ساندرز، المرشح الديموقراطي الذي اتهم ترامب “بالنفاق”.

وأجرى آدم ويثنال، محرر رفيع في صحيفة إندبندنت، البريطانية، عملية بحث عبر تويتر. وجمع أهم التغريدات التي صدرت تعليقاً على كلمة تعزية سجلها ترامب على حسابه الشخصي.

وكتب ويثنال: “بعد دعوته العلنية إلى حظر دخول المسلمين الأراضي الأمريكية، أشعل المرشح الرئاسي جدلاً واسعاً عبر تغريدة قال فيها “مات محمد علي عن 74 عاماً، إنه بطل عظيم حقاً، ورجل رائع، سنفتقده جميعاً”.

ويقول المحرر إن علاقة تعود إلى أكثر من ٣٥ عاماً جمعت بين ترامب وعلي، إذ حضر الراحل حفل الزواج الثاني لرجل الأعمال في عام ٢٠٠٥، وقد التقيا في مناسبات خيرية عدة.

ولكن في العام الماضي، أصدر علي بياناً بعنوان: “مرشحون للرئاسة يقترحون حظر هجرة المسلمين إلى الولايات المتحدة… علينا كمسلمين أن نقف في وجه من يستخدمون الإسلام للترويج لأجنداتهم الشخصية”.

وفسر عدد من المتابعين البيان بوصفه انتقاداً لاقتراح ترامب، رغم امتناع علي عن ذكره بالاسم.

وعندما سئل عن هذا البيان السبت، قال ترامب: “لا أعتقد أنه كان يقصدني، لم يذكر اسمي أو أي شيء يخصني”، مضيفاً: “ولو كان حقاً انتقدني لكان صرح عن اسمي”.

وأضاف في رثائه لعلي: “كان يمثل شخصين. فعلى الحلبة، كان شرساً، ولكنه خارجها كان محمد علي من ألطف الرجال الذي عرفتهم. كان شاعراً رائعاً، وشديد الكرم، ورجل رائع”.

ورغم ذلك، يلفت ويثنال لمسارعة المتابعين عبر تويتر للمقارنة بين ولاء علي للإسلام، ودعوة ترامب لحظر المسلمين من دخول أمريكا.

وكتب أحدهم:” هذا هو ترامب على حقيقته، فعندما يرثي مسلماً عظيماً، أعتبر ما يقوله كلاماً فارغاً”.

وغرد آخر: “لا تستطيع أن تشيد بمسيرة رجل أسود مسلم تحدى العنصرية الأمريكية”.

وكتب آخر: “أعتقد أن ساندرز نجح في لفت الأنظار لرياء ترامب ولعنصريته ومحاربته للقيم الأمريكية”.

وكتبت الصحافية ماري كير: “لم يكن محمد علي كلاي ليدخل البلاد بناء على اقتراحاتك، فقد كان مسلماً، وداعياً للسلام، وغير مناصر للحروب”.

أما الممثل الأسكتلندي، سام هوغان، فكتب: “أسألك يا دونالد ترامب، هل كان علي سيمنح استثناء من قرار حظر المسلمين؟”.

وخاطب ديفيد هوبي، مصور وكاتب أمريكي شهير، ترامب بعبارة “أنت تمثل كل ما كان يكرهه محمد علي”.

وقال ساندرز، في مؤتمر صحفي عقده في لوس أنجليس: “أجريت جولة في أنحاء أمريكا، وتحدثت إلى مسلمين قالوا لي “هل تعلم أن أبناءنا يشعرون اليوم بالخوف، وأجبتهم أن محمد علي أحد أبطال أمريكا في العصر الحديث. كان مسلماً فخوراً بدينه”.

وأضاف المرشح الديموقراطي، موجهاً كلامه لترامب: “لا تقل لي كم تحب محمد علي، وأنت حاقد على المسلمين في هذا البلد”.

وتعمد بعض المتابعين التذكير بما كتبه ترامب على تويتر بعد كلمة ألقاها الرئيس الأمريكي، أوباما، عند حدوث جريمة سان بيرناندينو، فقد كتب رجل الأعمال موحياً بأنه “ليس هناك أبطال رياضيون مسلمون”.

وكان الرئيس الأمريكي دعا يومها الأمريكيين للترفع عن مواقف “الإسلامو فوبيا” رداً على الحادث، قائلاً “إن الأمريكيين المسلمين، أصدقاؤنا وجيراننا وأبطالنا الرياضيون”.

ولكن ترامب كتب يومها: “أوباما يتحدث في كلمته عن أبطال رياضيين. أي رياضة يقصدها، ومن هم هؤلاء؟”.

ومن جديد، أشار ترامب السبت إلى تلك التغريدة، قائلاً: “لم أقصد أنه لا يوجد نجوم رياضيون مسلمون.. كان محمد علي صديقاً أحببته لمدة طويلة، وأعلم أنه مسلم”.

المصدر: الوطن الكويتية