تظاهر آلاف الفلسطينيين في «يوم غضب» وغليان بالضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية وغزة، حيث سقط شهيد في المواجهات أمس، نصرةً للقدس ضد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، بالتزامن مع خروج آلاف المحتجين إلى الشوارع في بلدان عدة في أنحاء العالم العربي والإسلامي، للتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين وغضبهم من الخطوة الأميركية، فيما عبر مجلس الأمن عن قلقه الشديد إزاء مخاطر التصعيد، بعد الاعتراف الأميركي الأحادي بالقدس عاصمة لإسرائيل.

ومع انتهاء صلاة الجمعة، أمس، في المسجد الأقصى، شق المصلون طريقهم صوب أبواب البلدة القديمة ورددوا‭‭ ‬‬ هتافات «القدس لنا.. القدس عاصمتنا».

وفي البلدة القديمة في القدس تجمع نحو 200 متظاهر، وقامت الشرطة الإسرائيلية بركلهم وضربهم بالهراوات، وتم نشر مئات العناصر من قوات الشرطة بالقرب من البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة، حيث المسجد الأقصى.

وأصيب عدد كبير من الشبان خلال محاولة قوات الاحتلال قمع تجمعات المواطنين في «باب العامود»، وهو أحد أشهر أبواب القدس القديمة. وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عن إصابة 95 شخصاً في الضفة بما فيها القدس، بينهم مصاب واحد بالرصاص الحي، و21 بالرصاص المطاطي، فضلاً عن 72 حالة اختناق بالغاز، فيما تعرض شخص واحد للضرب.

ووقعت مواجهات ايضاً في مدن رام الله والخليل ونابلس وبيت لحم وأريحا في الضفة الغربية المحتلة بعد صلاة الجمعة.

وفي رام الله، مقر السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس، قال مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية وقاضي قضاة فلسطين محمود الهباش، إن موقف ترامب إساءة للإسلام والمسيحية على السواء.

وشهدت مدينة البيرة الملاصقة لرام الله استنفاراً للجيش الإسرائيلي منذ صباح الجمعة، حيث نصب الجنود خياماً واعتلى العشرات منهم التلال. وفي جنوب مدينة نابلس أصيب عشرات الفلسطينيين ، بعد مواجهات مع قوات الاحتلال.

وفي مدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية المحتلة، شارك مئات من المتظاهرين في مواجهات اندلعت بمناطق عدة في المدينة وألقوا حجارة على الجيش الإسرائيلي.

وفي غزة استشهد الشاب الفلسطيني محمود المصري، برصاص جنود الاحتلال، حيث أفاد المتحدث باسم وزارة الصحة المحلية أشرف القدرة للصحافيين، بأن الشهيد يبلغ من العمر 30 عاماً، وأن العشرات أصيبوا بسبب إطلاق قوات الاحتلال الذخيرة الحية على المتظاهرين شرق خانيونس.

وشهدت مناطق متفرقة من أطراف شرق قطاع غزة مواجهات بين عشرات الشبان وقوات الجيش الإسرائيلي المتمركزة خلف السياج الفاصل.

وتزامناً مع تظاهرات «جمعة الغضب» الفلسطينية، انطلقت تظاهرات في عواصم ومدن عربية وعالمية، تنديداً ورفضاً للقرار الأميركي بشأن القدس.

في الأثناء، عبرت الأمم المتحدة أمس، خلال جلسة لمجلس الأمن عن «القلق البالغ إزاء مخاطر تصاعد العنف» إثر قرار الرئيس الأميركي الاعتراف بشكل أحادي بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وقال المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، خلال الجلسة في كلمة عبر الفيديو من القدس، إنه تم إعلان «ثلاثة أيام غضب» من «السادس إلى التاسع من ديسمبر»، محذراً من مخاطر تصاعد العنف، وداعياً قادة العالم إلى إعادة الهدوء إلى المنطقة.

المصدر: الإمارات اليوم