كاتب إماراتي
عندما أعلن الزملاء الإعلاميون غسان بن جدو وسامي كليب ولونا الشبل ولينا زهر الدين وعدد آخر غيرهم من الفنيين والمعدين عن انتقالهم من قناة الجزيرة إلى قناة الميادين الجديدة استبشر الكثيرون خيراً .. فزيادة الخير خيرين ! ووجود قناة عربية إخبارية أخرى على مستوى مهني عال لا يضر أحداً بل أن الدافع للتميز والمنافسة بين مختلف القنوات الإخبارية ستصب في النهاية لمصلحة المشاهد الذي يزداد وعياً وقدرة على التمييز خاصة مع الملاحظات التي طال تغطية وحيادية عدد من المحطات المخضرمة أثناء الربيع العربي !
ولكن يبدو بأنه فعلاً الماء لا يروب و..و..و إلى آخر المثل البذيء ولأن العصا من العصية ولا تخرج الحية إلا الحية فإيران مصرة على ترسيخ قناعاتنا بأنه لا يمكن أن يخرج منها إلا شر وأن كل ما تموله أو تدعمه أو حتى تقول له : بخ بخ لن يكون إلا خراباً وسوءاً على رأس أمتنا التي أصبحت تنظر بعين الشك إلى كل ما يأتي من جهة الشرق سواء كان إعلامياً أو عقائدياً أو حتى فستقاً أو زعفرانا ! وليس أدل على إفلاس جيرانا الأشرار إعلامياً إلا القصة المؤلمة التي خرجت بها ابنتها الغير شرعية المسماة بالميادين !
خرجت القناة بتقرير عن فتاوي صادرة عن بعض الجهلة تحت مسمى (جهاد النكاح) وهو كما هو واضح من مسماه للإستهلاك الإعلامي ولإساءة صورة (ذرة سنام الإسلام) وكأن الجهاد ينقصه التشويه الذي أصابه من الجهلة من أبنائه. وما كان من القناة إلا أن وضعت مع التقرير المشوه صوراً لمقاتلات شيشانيات في أحداث التسعينات في العاصمة الشيشانية غروزني على أنها لمقاتلات تم ارسالهن من تونس لسوريا (لدعم) الثوار والترفيه عنهم ..!!!
أفهم كثيراً كما يفهم كل من يعمل في مجالنا بأننا نستعير أحياناً عناوين أو صور أو أحداث لجذب القارئ ولكن لكل أمر حد وعندما يصدر هذا الفعل عن مخضرمين في الوسط الإعلامي فإن الأمر لا يحتمل إطلاقاً حسن الطن فأين المصداقية التي ظل بن جدو يجترها على مسامعنا لعشر سنوات وأين المهنية التي درسنا إياها سامي وأين الأدب الذي ظلت الفاضلات يتلفحن به عند استقالتهن … مستوى منحط وطائفي وحاقد من الطرح ويسيء للمسلمين عامة وللثورة السورية بشكل خاص وهي أدرى كيف سيكون القصاص !
كلمة أخيرة حفاظاً على ود قديم بيننا للزملاء في (الميادين) المدافعين عن سدنة (قم) و (القرداحه) : يقول المثل الشعبي المصري : إيه تعمل الماشطة في الوش العكر ؟!!
خاص لــ (الهتلان بوست)