وسط أجواء التفاؤل الحذر ازاء انتهاء اسوأ ازمة مالية شهدها العالم، انطلقت في مدينة دافوس السويسرية أمس أعمال الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي الـ43 بحضور 45 رئيس دولة وحكومة وأكثر من 2500 رئيس شركة وخبراء اقتصاديين وصانعي قرار تحت شعار «الديناميكية المقاومة»، فيما أكد تقرير صادر عن المنتدى بالتوازي أن «لدبي دورا محوريا في التجارة العالمية».

وأكد تقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي انطلقت أعمال دورته الـ43 تحت شعار «الديناميكية المقاومة» في مدينة دافوس السويسرية أمس، أن «دبي تلعب دورا مهما في تسهيل التجارة العالمية بما تفرضه من رسوم جمركية منخفضة جدا مما يجعلها من المواقع المفضلة لصادرات الشركات العالمية مثل شركة توزيع الهواتف هاندسيت ديستربيوشن».

واضاف التقرير ان «عمليات الشحن التي تتم من دبي توفر مزايا جيدة للتجارة و الشركات العالمية مما يجعلها من افضل مواقع الشحن التجارية في العالم، حتى و اذا اذا ما قورنت بدولة مثل كينيا التي لا تفرض رسوما جمركية على الاطلاق في حال التصدير الى الدول الافريقية».

ونقل التقرير عن شركة «هاندست ديستربيوشن» ان «افضل مواقع التصدير بالنسبة لها هي دبي حتى ولو كانت تكلفة المنتج ترتفع 4 إلى 5 في المئة حال التصدير الى اماكن بعيدة من الكرة الارضية».

واشار التقرير الى «المنتديات و الندوات الاقتصادية التي ترعاها دبي و تنظمها من اجل تسهيل التجارة العالمية وازالة الحواجز الجمركية». وتقوم «هاندست ديتسربيوشن» بالتصدير الى نحو 20 دولة افريقية عن طريق موانئ دبي.

ونقل التقرير عن رئيس الشركة قوله ان دبي «هي منصة انطلاق الصادرات بالنسبة لهم و ليس افريقيا»، موضحاً ان «40 في المئة من صادرات الشركة تسلم الى مستوردين عن طريق دبي».

كما اشار التقرير الى «جودة البنية التحتية التجارية في دبي من مواني ومخازن ومناطق حرة تسمح لجميع الشركات العالمية بالتصدير واعادة التصدير عن طريق الامارة بسهولة لا تتوفر في مدينة اخرى».

وافاد ان دبي «توفر نسبة عالية من الامان في وقت تواجه كثير من الموانىء في منطقة الشرق الاوسط مخاطر عديدة، خاصة التي تقع على مدخل البحر الاحمر».

الجلسة الافتتاحية

وفي الجلسة الافتتاحية للمنتدى، الذي حضره 45 رئيس دولة وحكومة وأكثر من 2500 رئيس شركة وخبراء اقتصاديين، قارن نائب رئيس صندوق النقد الدولي مين زهو بين الاجواء السائدة في القمة الحالية وتلك التي سادت في القمة الماضية. وقال زهو: «في هذه اللحظات بالتحديد ان الامور تبدو افضل بكثير مما كانت عليه قبل 12 شهرا.. فقبل عام هنا كنا قلقون بشان ازمة اليورو والهاوية المالية الاميركية».

وأردف القول: «ومع كل الخطوات التي تم اتخاذها بشان السياسيات، فان الامور اصبحت اكثر هدواء الان، ولكن علينا ان نكون حذرين جدا».

صفحة مقلقة

اما الرئيس التنفيذي لشركة «جاي بي مورغان تشيس» جيمي ديمون، فذكر انه يشعر ان القطاع المصرفي «بدأ يطوي صفحة مقلقة في تاريخه شهد خلالها مؤخرا العديد من التطورات الصعبة».

وأردف القول: «اعتقد ان ذلك القطاع تخطى الماضي. واعتقد ان الكثير من الشركات اداؤها جيد. والبنوك تواصل توسعها واقراضها».

وأوضح ديمون، الذي يعد من اكبر المصرفيين في العالم: «اذا فعلنا كل شيء بالشكل الصحيح، فاننا سنخرج من هذا واذا لم نفعل فان هذه الازمة يمكن ان تستمر لمدة عشرة أعوام اخرى».

الأزمة السورية

وفي الشأن السياسي، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في كلمة على هامش المنتدى إنه يتعين على مجلس الأمن اتخاذ إجراء بشأن جرائم الحرب والأزمة الإنسانية في سوريا.

وقال اوغلو إنه «يتوجب بحث مسألة فرض مناطق حظر جوي أو استراتيجيات أخرى وإلا فإن صمت مجلس الأمن في الصمت سيعني استمرار منح ضوء أخضر للنظام السوري لمواصلة ارتكاب جرائم حرب».

650 ألفاً

من جهتها، أعلنت مسؤولة الشؤون الانسانية والاغاثة في الامم المتحدة فاليري اموس ان اكثر من 650 الف شخص فروا من النزاع في سوريا. وقالت اموس في كلمة على هامش المنتدى ان الوضع الانساني في سوريا «كارثي ويتدهور بشكل واضح».

واضافت ان «الشتاء القارس يزيد من الاوضاع السيئة. اكثر من 650 الف شخص غادروا البلاد».

واضافت اموس: «امل ان لا يكون قد بقي اي شك عند زعمائنا السياسيين بشان حجم الماساة الانسانية التي تتكشف».

الاقتصاد الروسي

بدوره، اعلن رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف في كلمته ان بلاده سجلت نموا في اجمالي ناتجها الداخلي بنسبة 3.5 في المئة العام الماضي، لكنها تعتزم بلوغ نسبة خمسة في المئة هذا العام.

وأردف القول: «اذا نظرتم الى الوضع العام وفق المعطيات الاقتصادية القطاعية فانه مستقر وبلغ النمو العام الماضي 3,5 في المئة والتضخم 6,6 في المئة».

وأوضح رئيس الوزراء الروسي: «يتعين علينا ان نتحلى بالطموح في اهدافنا وبهدف بلوغ خمسة في المئة. نحن بحاجة لنمو من حوالي 10 في المئة في الاستثمارات طيلة بضع أعوام على الاقل».

جلسات

تعقد خلال المنتدى 260 جلسة في عشرات المواقع اضافة الى العروض الخاصة بالدين والعلوم والاعلام والصحة. كما سيقام عشاء تناقش خلاله العلاجات المحتملة لمرض السرطان وستعقد جلسة حول «ماضي ومستقبل الكون» يقدمها رئيس مختبر فيزياء الجزئيات «سيرن».

وتنظم خلال المنتدى الذي لا يمكن حضوره الا بدعوة مآدب غداء غير رسمية وحفلات استقبال فاخرة عادة ما تقام برعاية شركات كبرى ومخصصة لعدد معين من الضيوف من قادة السياسة والاعمال لتبادل الآراء والتعارف.

تكامل

شدد وزير المواصلات البحريني كمال بن أحمد على «أهمية العلاقة بين الحكومات والقطاع الخاص لضمان فرص العمل والنمو الاقتصادي طويل الأجل»، مؤكدا أن «العلاقة القوية بينهما تعود بالفائدة على الجميع».

وأوضح أن «المنتديات والمؤتمرات مثل المنتدى الاقتصادي العالمي تساعد على خلق الحوار اللازم بين الشركات والحكومات للعمل معاً بشكل أفضل».

مشاركة كهرباء أبوظبي 

تشارك هيئة مياه وكهرباء أبوظبي بوفد برئاسة سعادة عبدالله سيف النعيمي مدير عام الهيئة في أعمال المنتدى الاقتصادي في دافوس الذي تنظمه منظمة المنتدى الاقتصادي العالمي في جنيف ويستمر حتى الأحد المقبل. وستكون الصحة والأنظمة الصحية الموضوع الرئيسي الذي سيطرح هذه العام في المنتدى .

وسيشارك في المنتدى الذي سيعقد تحت عنوان «دينامكية متواصلة» كل من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم وعدد من وزراء الصحة إضافة الى 25 رئيس شركة تنشط في مجال صناعة الصحة. وسيركز المحترفون في مجال الصحة أعمالهم حول «مستقبل الأنظمة الوطنية للصحة المستدامة» وحول «رفاهية العمل».

وبشأن الأنظمة الصحية فان منظمة المنتدى الاقتصادي العالمي تلفت الى أن الأفكار الحالية مطبوعة في غالب الأحيان بـ«رؤية قصيرة الأمد» في حين ينبغي أن تكون هناك «حلقة تفكير على المدى الطويل» بين مختلف الأطراف المعنية والبدء بإصلاحات «جريئة».

المصدر: البيان والوكالات