كاتب وأكاديمي سعودي
كان هذا هو عنوان المشهد هنا في دبلن العاصمة الأيرلندية العريقة، التي تتنفس صباحاتها بزخات المطر ورائحة القهوة، دبلن العاصمة الأوروبية التي تستوعب كل الثقافات والمشارب والأطياف. كان نهار الاثنين التاسع من يونيو واحداً من تلك النهارات، لكنه امتاز بكونه مفعماً بالفرح السعودي الذي سطرته أنامل سعودية. هنا كان لأبناء وبنات عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – موعد مع فرح استثنائي برعاية كريمة من رأس الهرم في منظومة التعليم العالي بالمملكة العربية السعودية معالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري، وسعادة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى أيرلندا الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالرحمن الدريس. أكثر من مئتين وثلاثين خريجاً وخريجة حملوا على عاتقهم أمانة ورسالة والدهم القائد الحكيم خلال الأعوام الماضية، وحملوا معها أحلام آبائهم وأمهاتهم وذويهم هناك في أرض الوطن، كانوا سفراء فوق العادة للعلم والمعرفة والثقافة والأدب، ممثلين لوطنهم خير تمثيل في أرقى المؤسسات التعليمية الأيرلندية المشهود لها على الصعيدين القاري والدولي. ترى أين تكمن العلامة الفارقة والمميزة؟
حفلاً بهذا الحجم ويقام للمرة الأولى في دبلن منذ افتتاح الملحقية الثقافية في أيرلندا في 2012 والتي يدير دفتها الأكاديمي والإداري المحنك الدكتور خالد بن عبدالله العيسى، وخلفه فريق إداري وثاب يسابق الزمن، حفل حضره ممثلون عن المؤسسات التعليمية الأيرلندية إضافة إلى أولياء أمور المحتفى بهم وبهن. أوكلت مسؤولية تنظيمه وتنفيذه لفريق عملٍ مكون من المبتعثين والمبتعثات أنفسهم، مُنحوا الثقة مع دعم مشكور من منسوبي الملحقية فأداروا الحفل بعقلية فذة وقدموه بصورة مشرفة ووضعوا من خلاله بصمتهم المميزة.
إن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي – للشهادة والإنصاف – ليس وحسب مشروعاً يرفد سوق العمل بكوادر مؤهلة علمياً ومنافسة في سوق العمل عالمياً. إنه ناهيك عن ذلك منجم لاكتشاف الطاقات الكامنة في الشريحة المستفيدة منه، هو في عبارة أخرى دورة مكثفة لصقل القدرات الإبداعية للمبتعثين والمبتعثات إدارة واتصالاً وانصهاراً في روح الفريق.
مسيرة الخريجين والخريجات في بداية الحفل، والفخر والاعتزاز يشع من عيونهم وأهازيج الفرحة تضبط إيقاع خطواتهم. كانت بمثابة تدشين دخولهم مرحلة جديدة في حياتهم. ينضمون بعدها للمسيرة الأضخم والأهم، مسيرة التنمية والبناء والتحديث التي تعيشها مملكتنا الحبيبة في عهد خادم الحرمين الشريفين -أيده الله -، نعم كانت مسيرة الخريجين والخريجات من البهاء والجمال ما أضفى على نهار دبلن الأيرلندية نكهة سعودية أصيلة. الفرحة السعودية في دبلن تتكرر في عواصم أخرى مع كل دفعة من مخرجات ذلكم البرنامج الريادي الطموح برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي. أسمى آيات الشكر والعرفان لمقام والدنا خادم الحرمين الشريفين، وشكراً لكل من أسهم ويسهم في صناعة هذا الفرح السعودي العابر للقارات.
المصدر: الوطن أون لاين