رئيسة تحرير صحيفة الإمارات اليوم
محورية دبي ودورها وتأثيرها في تشكيل ملامح العالم الجديد في مرحلة ما بعد الجائحة، باتت تمتلك اليوم اهتماماً استراتيجياً في تطلعات الجميع على المستوى الدولي، والذين ينظرون إلى دبي بثقة مضاعفة بعد ما رسخته من محطات مضيئة لتعافي معظم القطاعات الحيوية واستعادتها دورتها وانتعاشها، ليس محلياً فقط، وإنما عالمياً.
التفاؤل الذي تعززه المشاركة الحضورية الواسعة من 62 دولة في فعاليات سوق السفر العربي بدبي، وهو الحدث السياحي الأضخم عالمياً منذ عام ونصف العام، يشكل بحق فجراً جديداً لقطاع من الأكثر تأثيراً، اقتصادياً واجتماعياً، على مسيرة التنمية العالمية الشاملة وعلى حياة الناس، وما يجسده تأكيد محمد بن راشد بقوله: «نرحب بالجميع في دبي.. حيث يبدأ التعافي السياحي للعالم.. وحيث نستطيع رؤية الضوء في نهاية النفق الذي مرت به البشرية خلال عام ونصف»، هو وصف دقيق لما يمكن أن يلعبه تعافي هذا القطاع من دور فاعل في تعافي جميع القطاعات الاقتصادية والحياتية عالمياً.
ما تقدمه دبي للعالم اليوم، هو النموذج الأمثل في تسريع هذا التعافي الشامل، والتي استحقت أن تكون فيه المرجعية بعد تجربتها الموفقة في مرونة تعاملها مع الجائحة منذ بدايتها حتى الآن، بإجراءات وتدابير حاسمة في كل مرحلة، وتخفيف للقيود في الأوقات المناسبة ما جعلها المدينة الأكثر أماناً والأسرع تعافياً.
لم يأتِ ذلك إلا بشهادة جامعة من كل الذين يقصدونها وجهة للسياحة والزيارة والأعمال، فتحليل سريع للأرقام يظهر موثوقية هذه الشهادة، حيث استقبلت دبي أكثر من 1.26 مليون مسافر خلال الربع الأول من العام الجاري، مع ارتفاع عدد الحجوزات إلى الإمارة أربعة أضعاف خلال الفترة من يوليو 2020 حتى مارس 2021، كما ارتفع عدد الزوار في دبي بمعدل 10 أضعاف من 40 ألف مسافر دولي خلال يوليو 2020 إلى 451 ألف مسافر دولي خلال مارس 2021، واستضافت دبي 3136 فعالية أعمال منذ سبتمبر 2020، والتي شهدت حضور أكثر من 800 ألف شخص، وهو أمر تفردت به عالمياً. إضافة إلى أن دبي قدمت تجربة استثنائية ناجحة في السياحة الداخلية التي كانت من العوامل الرئيسية لتحقيقها الازدهار في قطاع الضيافة في الوقت الذي شهد فيه العالم قيوداً صارمة على السفر الدولي، وهو ما عكسه التعاون الوثيق بين القطاعين العام والخاص في دبي، محققاً نمواً في نسبة الإشغال الفندقي من 34% في يوليو 2020 إلى 61% في مارس 2021.
الطريق الذي تضيئه دبي للعالم، من خلال هذا الحدث، وغيره من الأحداث الضخمة التي تستضيفها تباعاً، وأهمها «إكسبو 2020»، يصنع فارقاً إيجابياً كبيراً، في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ البشرية، حيث يعيد له الثقة والتفاؤل بتعافيه السريع، وتعظيم فرص قطاعاته الحيوية لاستعادة انتعاشه وتنميته وازدهاره.
المصدر: البيان