منى بوسمره
منى بوسمره
رئيسة تحرير صحيفة الإمارات اليوم

مواقف الإمارات تتحدث عن حكمتها

الخميس ٢٦ أكتوبر ٢٠٢٣

المزايدات في الأزمات والمواقف المصيرية، فعل مدان بكل لغات العالم، فهؤلاء الذين يزايدون على غيرهم، ويصبون الزيت على النار ويطالبون غيرهم بإطفاء حرائقهم، هم باعة الوهم والضلال الذي تضيع معه الحقوق. لا نحتاج إلى استدعاء التاريخ لعرض مواقف الإمارات من القضية الفلسطينية، وهي المواقف التي كانت وما زالت مع الحق الفلسطيني بإقامة دولته على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وهو موقف يتطابق مع الموقف الفلسطيني الرسمي والشعبي. المهم في موقف الإمارات هو الشجاعة في تسمية الأشياء بمسمياتها، لأن المواربة والهروب من الحقائق والتخفّي خلف الشعارات، هو الضرر الأكبر الذي يصيب الحق الفلسطيني في مقتل. الإمارات ثابتة على موقفها المبدئي بضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وضد الاستيطان، ومع إقامة الدولة الفلسطينية، وهو موقف واضح كالشمس، مثل موقفها من إدانة العنف والإرهاب - خصوصاً الذي يستهدف المدنيين من أي طرف كان - الذي هو أيضاً موقف مبدئي وسياسة ثابتة في نهج الإمارات، لا مواربة فيه، ولا تجوز فيه الازدواجية. لا نجامل أحداً، بل نسمّي الأشياء كما هي على حقيقتها، لأن الانتقال من منطقة الحرب والوصول إلى ضفة السلام، يستدعي مواجهة الطرفين، وإدانة كل الأفعال التي تعطّل الوصول إلى السلام الذي تنشده المنطقة كلها. إدانة الاحتلال والاستيطان وضرب المدنيين وتهجيرهم، تستدعي بالمقابل إدانة استهداف المدنيين من الطرف الآخر، إذا كنا نريد…

«ياك العون».. البلسم الذي يداوي جراح العشرات

الثلاثاء ٢٨ مارس ٢٠٢٣

وجد «أبوعبيد» وهو رجل في العقد الخامس من العمر، نفسه محاطاً بالديون التي تراكمت عليه وهو يحاول مساعدة أحد أقاربه، فتورط بمديونية تتجاوز بكثير، قدرته على السداد، فاضطر إلى البقاء هارباً من القانون يتنقل من مكان لآخر، وليس لديه مصدر دخل، حتى إنه أقام في سكن مشترك مع عمال، وطرد منه لاحقاً لعدم قدرته على دفع الإيجار، وبقي على هذا الحال 10 سنوات كاملة من المعاناة القاسية، إلى أن شملته مبادرة «ياك العون» في موسمها الثالث، فكانت كالبلسم الشافي لجرح أثر عميقاً في نفسه وفي أسرته عقداً كاملاً. و«أبوعبيد» هو واحد من بين 51 مواطناً ملاحقاً قضائياً تم الإفراج عنهم بعد سداد مديونياتهم وتفريج كربهم، بعدما نجحت المبادرة التي أطلقتها «الإمارات اليوم»، ومحاكم دبي، ودائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، في سداد مديونياتهم، بمبلغ خمسة ملايين و708 آلاف و634 درهماً. وهاهي المبادرة ذاتها تنطلق في موسمها الرابع منذ يومين، مستهدفة هذه المرة إطلاق سراح 140 مواطناً من إمارة دبي متعثرين مالياً، تزامناً مع شهر رمضان المبارك، ويبلغ مجموع مديونياتهم 21 مليوناً و176 ألفاً و995 درهماً. وللعلم فإن اختيار المستفيدين، يكون بعد دراسة ملفاتهم بعناية فائقة واعتمادها من قبل لجنة «محاكم الخير» في محاكم دبي، ومن المهم التأكيد على أنه ليس كل المتعثرين مالياً من المُهملين أو غير المبالين أو…

البشائر المبكرة لنجاح «وقف المليار وجبة»

الإثنين ٢٧ مارس ٢٠٢٣

لم يمض سوى أسبوع على حملة «وقف المليار وجبة» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بالتزامن مع شهر رمضان الكريم، لتدشين أكبر صندوق وقفي لإطعام الطعام بشكل مستدام، حتى جاءت بشائر النجاح بأسرع مما توقعه الكثيرون، فالمساهمات في الحملة بلغت 247 مليون درهم وهو مبلغ كبير وربما يكون قياسياً في تاريخ الحملات المماثلة. لاشك أن هذا المبلغ الكبير الذي جُمع في الأسبوع الأول يعكس بجلاء سخاء مجتمع الإمارات بكل فئاته وشرائحه ومكوناته، ورغبته في ترك بصمة واضحة في مسيرة العمل الخيري والإنساني على مستوى العالم. فالحصيلة التي أشرنا إليها جاءت من تبرعات 13220 متبرعاً من كبار المساهمين والأفراد والشركات ومؤسسات القطاعين الحكومي والخاص، الأمر الذي يؤكد قيم العطاء الراسخة في الإمارات، وحب المجتمع ورغبته في الاستجابة لدعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، للمشاركة في تدشين أكبر صندوق وقفي لإطعام الطعام بشكل مستدام وإغاثة الملهوفين والمحتاجين حول العالم، وما أكثرهم. ولا يخفى على المطلعين والمشتغلين بمواضيع الجوع في العالم أن المبادرة جاءت في وقتها، فثمة شرائح واسعة باتت مرشحة لمواجهة ظروف بالغة القسوة، وستكون في حالة من العوز الشديد للغذاء. فبرنامج الأغذية العالمي أكد منذ أيام أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على سبيل المثال تواجه…

لماذا «بُنيان الخير»؟

الإثنين ٠٦ مارس ٢٠٢٣

«بنيان الخير»، هو اسم المبادرة الجديدة التي نطلقها في «الإمارات اليوم»، ابتداءً من اليوم وإلى أن تحقق هدفها، بالتعاون والشراكة مع كل من مؤسسة الأوقاف وإدارة أموال القصّر بدبي، ومؤسسة محمد بن راشد للإسكان. هدف هذه المبادرة هو جمع 35 مليون درهم، لبناء 22 مبنى وقفياً لمصلحة المواطنين ذوي الدخل المحدود والأسر المتعفّفة. فمن هم المستفيدون من هذه المبادرة؟ وهل نحتاج إلى مبادرات من هذا النوع لتأمين احتياجات ذوي الدخل المحدود؟ بداية، فإن ملف الإسكان، كما هو معروف للجميع، يعد أولوية كبرى لدى القيادة الرشيدة في إمارة دبي، ويحظى هذا الملف باهتمام خاص من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي وجه منذ أيام فقط، بالبدء الفوري بتخصيص 8500 وحدة سكنية للمواطنين في منطقة اليلايس الخامسة، بمساحة 120 مليون قدم مربعة، كما يحظى بمتابعة حثيثة من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، الذي أطلق منذ أشهر خطة إسكانية متكاملة، لتوفير 15 ألفاً و800 مسكن للمواطنين في دبي خلال السنوات الأربع المقبلة. ونتذكر حينها تأكيد سموه بأن «ملف إسكان المواطنين يشرف عليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وأتابعه بنفسي مع أخي الشيخ مكتوم». مبادرة «بنيان الخير» لا تستهدف من تنطبق عليهم…

على هامش «قمة الحكومات».. 3 أسباب للزهو الوطني

الثلاثاء ١٤ فبراير ٢٠٢٣

كثيرة هي المحطات التي جعلتني أشعر بالزهو الوطني، والفخر والاعتزاز بالقيادة الفذّة لدولة الإمارات، وأنا أتابع مجريات القمة العالمية للحكومات، سأورد منها في هذا المقال ثلاثة أسباب. الأول يتعلق بمصر، إذ لم يكن سراً ما أذاعه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس، في اليوم الأول من فعاليات القمة، من قيادة الإمارات لجهد عربي لمساندة مصر إبان الظروف السياسية الاقتصادية التي أعقبت أحداث عام 2011 وما تلاها، غير أن التفاصيل حين تُقال من صاحب الشأن يكون لها وقعٌ مختلف. فالرئيس المصري كشف أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، حين زار مصر سنة 2013، كان يعلم احتياجاتها، حيث أمر بتحويل سفن تحمل سلعاً بترولية حيوية من عمق البحر المتوسط إلى مصر، لمساعدتها في أزمتها، وأكد أن استقرار الوضع المصري منذ سنة 2013 تحقق من خلال وقوف الإمارات والأشقاء العرب معها. لا أخفيكم أنني كمواطنة إماراتية، شعرت بالزهو وأنا أستمع إلى كلمة الرئيس المصري، الذي تحدث بعفوية شديدة وبكلام صادق نابع من القلب، عن الإمارات وقيادتها ودورها في حفظ أمن واستقرار بلد كبير ومحوري كمصر، التي تشكل قلب العالم العربي وعمقه الثقافي والحضاري والبشري، شعرت بالفخر بمواقف القيادة الفذّة التي وهبنا الله إياها في الإمارات، تلك المواقف التي تتجسد انطلاقاً من إحساسها بواجبها تجاه الأشقاء، دون منّة…

لقاء أخوي مطلوب

الخميس ١٩ يناير ٢٠٢٣

ما من شك في أن المنطقة العربية تعيش فوق صفيح ساخن، إذ إنها محاصرة بالمشكلات السياسية، والتوترات المتصاعدة، والأزمات الاقتصادية المستفحلة، والأخطار الداهمة من قبل أطراف إقليمية تحاول استغلال حالة الفراغ التي تعاني منها المنطقة منذ سنوات عدة. ونتيجة لهذا الوضع المتأزم، لم تالُ دولة الإمارات جهداً في سبيل حل الخلافات والنزاعات، ومحاولة إزالة أسبابها من جذورها، واضعة التضامن العربي كهدف أسمى أمام أعينها، ورفعة ورفاهية المنطقة مبتغاها، وهذا هو دور قيادتها منذ نشأتها، إذ ظلت دوماً نقطة التقاء للعرب جميعاً، وداعمة لكل الجهود الخيّرة التي تلبي طموحات الأمة. وتبنت الإمارات على الدوام مبدأ الوحدة، وهو إرث راسخ بناه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ورسّخ أسسه، ونهج يؤكد أن الدولة لا تبحث عن دور قيادي في قضايا المنطقة، وإنما لمشاركة أخواتها الدول العربية في وضع تصورات لحل المشكلات، وتخفيف الأزمات التي تعيشها المنطقة. وضمن سياق هذه السياسة الحكيمة، استضاف رئيس الدولة، حفظه الله، لقاءً أخوياً تشاورياً مع إخوانه من قادة دول مجلس التعاون والأردن ومصر، تحت عنوان «الازدهار والاستقرار في المنطقة»، بهدف ترسيخ التعاون وتعميقه بين دولهم الشقيقة في المجالات التي تخدم التنمية والاستقرار في المنطقة، إيماناً من القيادة الرشيدة بأن وحدة الصف العربي هي من الأسس لبناء علاقات جوار إقليمي قائمة على مبادئ…

4 يناير.. المناسبة الأغلى

الأربعاء ٠٤ يناير ٢٠٢٣

4 يناير، ليس تاريخاً عادياً بالنسبة لدولة الإمارات عموماً، ودبي على وجه الخصوص. إنه تاريخ لبدء مرحلة جديدة من مسيرة دبي ونهضتها وعزتها على أيدي القادة العظماء الذين صنعوا مجدها ومازالوا. 4 يناير مناسبة مهمة، ليس فقط لسرد ما يمكن سرده من إنجازات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بل الأهم لاستحضار قيم محمد بن راشد، ومُثله وأخلاقياته وتمثل عزيمته، والتعمق في مدرسته، واستلهام الدروس من خبراته ومعارفه وتجاربه التي لا تشبه أي خبرة أو معرفة أو تجربة. 4 يناير محطة مهمة نتلمس فيها ملامح من مسيرة قائد كبير بحجم محمد بن راشد، لنقول له: شكراً أيها القائد الفذ، الزعيم المُلهم، الإداري الناجح، الشاعر المرهف الإحساس، الأب الحنون، فارس العرب وعاشق الخيل والفروسية، المُحب لوطنه وأمته، المنتمي للثقافة الإنسانية على اتساع مفرداتها وأخلاقياتها وتسامحها، صانع مجد دبي الحلم. إن مباعث الفخر بقيادة محمد بن راشد كثيرة، بل وكثيرة جداً، لكن أهمها أن فلسفة القيادة لديه تتعدى الإطار التنظيري، على أهميته من قائد يمتلك خبرة واسعة مثله، إلى الفعل على الأرض، فالإنجازات شواهد، ومعالم النهضة أكبر من أن تُحصى. ومن هنا لا نبالغ إن قلنا إن كتاب «رؤيتي» لسموه أهم كتاب لقائد عالمي على الإطلاق، لأنه يقدم إطاراً نظرياً متفرداً للقيادة…

في عيدها الـ 51.. الإمارات تتنافس مع نفسها

السبت ٠٣ ديسمبر ٢٠٢٢

لا يختلف اثنان على أن قيام دولة الاتحاد هو من أبرز إنجازات الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، إذ تولّدت فكرة الاتحاد في ذهن الأب المؤسس في وقت مبكر سبق الإعلان عن قيام الدولة في الثاني من ديسمبر 1971، الذي لقي مساندة قوية من أخيه المغفور له، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، حاكم دبي آنذاك، لتحويل الفكرة المجردة إلى واقع ملموس. لكن ما تفرّد به الشيخ زايد، رحمه الله، من بُعد نظر كان لافتاً، إذ كان يدرك ببصيرته أن المستقبل لن يكون للدول الضعيفة الصغيرة، وإنما للكيانات والتكتلات القوية الكبيرة؛ لذلك لم يضيع وقتاً في بناء صرح إماراتي قوي وراسخ كالطود، بشهادة دول العالم. انصهرت الإمارات السبع في بوتقة واحدة، واتفقت على السير قدماً في بناء دولة عظيمة بقيادة رشيدة، لا ترضى بديلاً عن المراكز الأولى في شتى المجالات وعلى كل الصعد. ولم يختلف الخَلف عن السلف، ولم تنحرف البوصلة أبداً، بل سعى جيل الأبناء للبناء على ما تم إنجازه، وتطويره وتحسينه، والأخذ بأحدث ما وصلت إليه ابتكارات العلم والتكنولوجيا، استعداداً لبلوغ آفاق أرحب، تتناسب مع متطلبات القرن الحادي والعشرين، حتى وصلت الدولة إلى المريخ، ووصل أبناؤها إلى الفضاء، للاستفادة من عصر العلم، وإفادة غيرهم من الطامحين إلى بلوغ المجد. وبعد أن حقّقت الدولة، بجهود قيادتها الرشيدة، المراتب الأولى على…

دبي.. جدارة في تسريع الاقتصاد

الثلاثاء ٠٤ أكتوبر ٢٠٢٢

عندما تؤكد دبي أنها تركت الجائحة خلفها، وأنها عادت للانشغال بفتح مسارات جديدة للنمو، فإنه لا دليل يصادق على حقيقة ذلك أكثر من الأرقام، واللافت في هذه الأرقام أنها لا تخص قطاعاً دون الآخر، فإذا نظرنا إلى مختلف القطاعات الحيوية والرئيسية في اقتصاد دبي فسنجد أنها تواصل قوة نموها بمعدلات قياسية لا تضاهى عالمياً. يتصدر قطاع السياحة والسفر والضيافة هذه القطاعات، بنمو استثنائي ومتسارع، وهو القطاع الذي يترك تأثيراً بالغاً على باقي القطاعات، التي تتبادل هي الأخرى في ما بينها محركات النمو، فأن يسجل عدد السياح الدوليين إلى دبي أول 8 أشهر من العام الحالي نمواً بنسبة 182 % إلى 9.12 ملايين سائح مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، فهذا يعني بوضوح أن دبي تنطلق مجدداً بمؤشراتها الاقتصادية نحو مستويات تفوق كل التوقعات، وتعاكس التيار العالمي الراهن. القطاع العقاري هو أيضاً بحيويته وفرادته، وما يحمله من عوامل جذب، لا يزال يسجل أرقاماً قياسية في مبيعاته وقيمة صفقاته، وخصوصاً في العقارات الفاخرة، التي يؤشر نشاطها الملحوظ على أن دبي تحافظ بثبات على مكانتها وجهة للأثرياء، وكبار المستثمرين، لما توفره من حياة بأعلى مستويات الرفاهية، وبيئة آمنة للاستثمار وتنمية الأعمال، في ظل الظروف العالمية الراهنة. وأكثر من ذلك فإن دبي استطاعت بنجاح كبير في الآونة الأخيرة خلق الكثير من الفرص الاستثمارية الجاذبة،…

بوصلة إماراتية لمنظومة دولية فاعلة

الإثنين ٢٦ سبتمبر ٢٠٢٢

صوت الإمارات الملهم دولياً يستند إلى ثلاثية مؤثرة، تتمثل في نهجها الإيجابي في علاقاتها المتوازنة، ونموذجها الذي جعل من سياستها الخارجية مثالاً لبناء الشراكات الفاعلة لخير الجميع، وإدراكها السياسي المبكر للمخاطر والتحديات التي يواجهها العالم، ما يعكس محورية دعواتها، في كلمتها أمام الجمعية الأممية، خصوصاً في تشديدها على ضرورة تجاوز حالة الخمول، التي باتت السمة الأبرز للنهج الدولي الراهن في التعامل مع الأزمات، والانتقال نحو إيجاد حلول دائمة وشاملة وعادلة للنزاعات المتصاعدة. الوعي السياسي الذي تنطلق منه الإمارات في استشرافها للمرحلة الجديدة للنظام الدولي خياراتها فيه واضحة، لأنها مبنية على ثوابت راسخة، فالسلام والتعافي والازدهار والانفتاح على العالم، عبر شبكة متينة من العلاقات لمضاعفة مسارات التعاون في الاقتصاد والتنمية المستدامة والتكنولوجيا المتقدمة والبحث العلمي تشكل أولويات وطنية في صدارة أجندة الدولة الخارجية، وقد كان هذا النهج الإماراتي على الدوام محركاً لتعاون متعدد الأطراف فاعل ومؤثر في الكثير من القضايا الدولية. هذه الرؤية الإيجابية المتقدمة للدولة، والتي عكستها كلمتها أمام التجمع الأممي الأكبر تقف بقوة أمام حجم التحديات العالمية المتنامية، وأمام ما يشهده العالم من استقطاب وأزمات متزايد، وعلى رأسها النزاعات وأزمات الغذاء والمناخ، لتقدم هذه الرؤية مرجعية ملهمة لما يجب أن يكون عليه النظام الدولي، لتعزيز قدرته في التغلب على التهديدات التي تواجه البشرية. المسارات التي حددتها كلمة الإمارات أمام…

رؤوسنا ومكانتنا في السماء

الثلاثاء ٢٦ يوليو ٢٠٢٢

تحلق الإمارات مجدداً نحو مكانتها المستحقة بين نجوم السماء بإنجازات غير مسبوقة في مجال الفضاء، هذا المجال الحيوي والمتقدم الذي يعطيه محمد بن زايد ومحمد بن راشد الرعاية والمتابعة المباشرة، دليل على أهميته في رؤية واستراتيجية الدولة التنموية، ويضعان الاعتماد على الكفاءات الوطنية المؤهلة في كافة علوم الفضاء أساساً وعماداً لبلوغ أقصى درجات الإنجاز والنجاح والتفرد في هذا القطاع. الفخر الكبير الذي عبّر عنه رئيس الدولة ونائبه، باختيار رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي كأول رائد فضاء عربي لمهمة طويلة الأمد على متن محطة الفضاء الدولية في 2023، هو فخر لكل الإمارات وأبنائها، فهي تقود تباعاً فتوحات علمية مبهرة للعرب في هذا المجال الذي ظل حكراً على دول متقدمة قليلة، وتضيف رصيداً تاريخياً في إسهاماتها الحضارية والعلمية التي تخدم البشرية، إذ إن الإمارات بهذا الإنجاز تصبح الدولة الـ11 في التاريخ التي تشارك في مهمة طويلة الأمد في الفضاء. ما يميز الخطوات الاستراتيجية للإمارات في مجال الفضاء أنها استطاعت في وقت قياسي تأسيس قطاع متقدم بمشاريع كبرى وسباقة، وأنها تواصل البناء على هذه الإنجازات بنجاحات جديدة، إذ جدد محمد بن زايد ومحمد بن راشد التأكيد على حيوية هذا القطاع للدولة ومضيها في تعزيز أعمدته ومشروعاته العلمية النوعية للإسهام في برامج استكشافات الفضاء ودعم الصناعات المرتبطة لما يخدم البشرية ويعود بالخير على حاضرها…

ثوابت وطنية وريادة عالمية

الخميس ١٤ يوليو ٢٠٢٢

رسائل كلمة محمد بن زايد، بالأمس، كانت في كل الاتجاهات، لكنها جميعها تستند إلى الثوابت الوطنية، التي قام عليها الاتحاد، وبرنامج العمل الوطني في المستقبل، الذي تضمنته الكلمة، أعاد استحضار تلك الثوابت ونهج المؤسسين باعتبارها نسيجاً وطنياً وتراثاً للأجيال، نحو تعظيم الأهداف والطموحات، والتأكيد على دور المواطن، الذي يمثل الثروة الحقيقية في التنمية والبناء، وتعزيز الحضور العالمي للإمارات وقيمها وسياساتها. كلمة رئيس الدولة عكست مدى قوة الاتحاد، ومدى عمق الثوابت، التي قامت عليها الدولة في فكر ووجدان القيادة، فهي بوصلة سياسة الإمارات سواء داخلياً أو خارجياً، وما زالت في الاتجاه نفسه نحو البناء والحوار والشراكات والتعاون والازدهار والعطاء، فهو الاتجاه الذي أثبتت الأيام والتجارب صحته وصوابيته، والحكمة تقتضي استمرار السير في الاتجاه نفسه. ويمكن الاستدلال من الكلمة أن الإمارات وهي تدخل الخمسين الثانية عازمة على تعزيز ريادتها العالمية، استناداً إلى الإنجازات، والإيمان بالقدرات الإماراتية البشرية في بناء المستقبل الوطني الآمن والمزدهر، والعيش الكريم لشعبها. كان التوصيف الألمع والأوضح للكلمة ما دوّنه محمد بن راشد عبر «تويتر» بأن الكلمة خارطة طريق ومنهج للحكومة، ورسالة إيجابية للاقتصاد، وترسيخ لعشق الإمارات، بمعنى أن خارطة المستقبل واضحة، والأهداف محددة لفريق العمل الحكومي والشركاء من القطاع الخاص، من أجل اقتصاد أقوى، وعشق العمل من أجل رفعة الإمارات وريادتها بلا حدود. والقصد أننا اليوم أمام منهجية…