منى بوسمره
منى بوسمره
رئيسة تحرير صحيفة الإمارات اليوم

رؤوسنا ومكانتنا في السماء

آراء

تحلق الإمارات مجدداً نحو مكانتها المستحقة بين نجوم السماء بإنجازات غير مسبوقة في مجال الفضاء، هذا المجال الحيوي والمتقدم الذي يعطيه محمد بن زايد ومحمد بن راشد الرعاية والمتابعة المباشرة، دليل على أهميته في رؤية واستراتيجية الدولة التنموية، ويضعان الاعتماد على الكفاءات الوطنية المؤهلة في كافة علوم الفضاء أساساً وعماداً لبلوغ أقصى درجات الإنجاز والنجاح والتفرد في هذا القطاع.

الفخر الكبير الذي عبّر عنه رئيس الدولة ونائبه، باختيار رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي كأول رائد فضاء عربي لمهمة طويلة الأمد على متن محطة الفضاء الدولية في 2023، هو فخر لكل الإمارات وأبنائها، فهي تقود تباعاً فتوحات علمية مبهرة للعرب في هذا المجال الذي ظل حكراً على دول متقدمة قليلة، وتضيف رصيداً تاريخياً في إسهاماتها الحضارية والعلمية التي تخدم البشرية، إذ إن الإمارات بهذا الإنجاز تصبح الدولة الـ11 في التاريخ التي تشارك في مهمة طويلة الأمد في الفضاء.

ما يميز الخطوات الاستراتيجية للإمارات في مجال الفضاء أنها استطاعت في وقت قياسي تأسيس قطاع متقدم بمشاريع كبرى وسباقة، وأنها تواصل البناء على هذه الإنجازات بنجاحات جديدة، إذ جدد محمد بن زايد ومحمد بن راشد التأكيد على حيوية هذا القطاع للدولة ومضيها في تعزيز أعمدته ومشروعاته العلمية النوعية للإسهام في برامج استكشافات الفضاء ودعم الصناعات المرتبطة لما يخدم البشرية ويعود بالخير على حاضرها ومستقبلها، وكل ذلك بسواعد شبابنا الذين رفعوا رؤوسنا في السماء، ويواصلون ترك بصماتهم التاريخية في أكثر العلوم تقدماً.

فأبرز ما يمثله اختيار النيادي لهذه المهمة هو التأكيد على ما رسخته القيادة بدعمها اللامحدود من رؤية واضحة لتأهيل كفاءات استثنائية قادرة على المشاركة ضمن فرق عالمية تضم رواداً كباراً، والمساهمة في مهمات تتطلب خبرات عالية لإجراء تجارب علمية غاية في الدقة، وهذا كله نتاج نوعي ومهم لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء الذي أطلقه مركز محمد بن راشد للفضاء، والذي استطاع بالإصرار والمثابرة تأسيس بنية تحتية قوية لقطاع الفضاء الإماراتي.

هذه المحطة التاريخية المهمة لقطاع الفضاء الإماراتي تبشر بخطوات ومحطات أكثر أهمية في تطوير إمكانات رواد الفضاء الإماراتيين وقدراتهم، وتحقيق إنجازات ونجاحات أكبر بعقولهم وسواعدهم، والمضي قدماً بثبات في تعزيز البنية التحتية لهذا القطاع وصناعاته ومشروعاته، وغيره من قطاعات بناء اقتصاد المعرفة القائم على الابتكار والتكنولوجيا والبحث العلمي التي يتم ترسيخها ضمن رؤية قيادة الدولة للخمسين عاماً المقبلة، وكما يقول حمدان بن محمد: «بدعم قادتنا وهمة شبابنا، لا حدود لسقف طموحاتنا».

المصدر: البيان