منى بوسمره
منى بوسمره
رئيسة تحرير صحيفة الإمارات اليوم

مواقف الإمارات تتحدث عن حكمتها

آراء

المزايدات في الأزمات والمواقف المصيرية، فعل مدان بكل لغات العالم، فهؤلاء الذين يزايدون على غيرهم، ويصبون الزيت على النار ويطالبون غيرهم بإطفاء حرائقهم، هم باعة الوهم والضلال الذي تضيع معه الحقوق.

لا نحتاج إلى استدعاء التاريخ لعرض مواقف الإمارات من القضية الفلسطينية، وهي المواقف التي كانت وما زالت مع الحق الفلسطيني بإقامة دولته على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وهو موقف يتطابق مع الموقف الفلسطيني الرسمي والشعبي.

المهم في موقف الإمارات هو الشجاعة في تسمية الأشياء بمسمياتها، لأن المواربة والهروب من الحقائق والتخفّي خلف الشعارات، هو الضرر الأكبر الذي يصيب الحق الفلسطيني في مقتل.

الإمارات ثابتة على موقفها المبدئي بضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وضد الاستيطان، ومع إقامة الدولة الفلسطينية، وهو موقف واضح كالشمس، مثل موقفها من إدانة العنف والإرهاب – خصوصاً الذي يستهدف المدنيين من أي طرف كان – الذي هو أيضاً موقف مبدئي وسياسة ثابتة في نهج الإمارات، لا مواربة فيه، ولا تجوز فيه الازدواجية.

لا نجامل أحداً، بل نسمّي الأشياء كما هي على حقيقتها، لأن الانتقال من منطقة الحرب والوصول إلى ضفة السلام، يستدعي مواجهة الطرفين، وإدانة كل الأفعال التي تعطّل الوصول إلى السلام الذي تنشده المنطقة كلها.

إدانة الاحتلال والاستيطان وضرب المدنيين وتهجيرهم، تستدعي بالمقابل إدانة استهداف المدنيين من الطرف الآخر، إذا كنا نريد السلام والاستقرار والهدوء، فهذه معادلة مخاطبة المجتمع الدولي وكسبه لصالح الموقف العربي، والحق الفلسطيني، ولصالح سلام ينعم فيه الطرفان والمنطقة، وغير هذه المعادلة ذر للرماد في العيون.

الإمارات اختارت طريق السلام والانفتاح على الآخر، واتخذت مواقف جريئة لصالح شعوب المنطقة، وعملت بكل جد وحسم، لتوسعة مسارات هذا الطريق ليستوعب الجميع، وتحمّلت وتجاوزت عن كثير من المواقف في سبيل التأسيس للبيئة اللازمة للوصول إلى سلام يعم الجميع، وما زالت في هذا الطريق ماضية، لا يهمها تشنّج مواقف البعض ومزايداتهم، تمضي في سياستها بعقلانية وموضوعية، تدعم الحق الفلسطيني بفاعلية وتأثير أكبر، يتجاوز الدعم الإنساني إلى ما هو أكبر وأهم، نحو استعادة الحقوق بفعل سياسي مؤثر، وثقل له وزنه على الساحة الدولية ويحظى بالقبول والاحترام والتقدير.

لا نحتاج شهادة من أحد ولا شكراً، فهذا واجب قومي وإنساني، لكن الذين يزايدون على مواقف الإمارات الثابتة، سيدركون حين تصمت أصوات المدافع ويراجعون أنفسهم، أن المواقف المبدئية الثابتة والأفعال التي تتحدث عن حكمة الإمارات، هي الأكثر فاعلية من مواقفهم المتقلبة والمصلحية التي تماثل الزبد يتلاعب به البحر ثم يلفظه.

المصدر: الامارات اليوم