عرفت وزيرة الداخلية البريطانية، تيريزا ماي، تماماً كيف توازن بين الأجنحة المؤيدة للخروج من الاتحاد الأوروبي داخل حزب المحافظين، والأجنحة الرافضة لهذا الخروج، ما سمح لها بتقديم نفسها مرشحة توافق لقيادة هذا الحزب، وبالتالي ترؤس الحكومة.
والمعروف عن ماي أنها من المشككين في المشروع الأوروبي، إلّا أنها فضلت مطلع العام البقاء وفيةً لرئيس الحكومة كاميرون، وانضمت إلى صفه في الدفاع عن البقاء داخل الاتحاد الأوروبي.
وفي وزارة الداخلية التي تتسلمها منذ العام 2010، انتهجت خطاً متشدداً جداً في تعاطيها مع المنحرفين والمهاجرين السريين والدعاة المتشددين.
وإذا كان البعض يأخذ عليها افتقارها إلى الجاذبية، فإنهم يقرون لها بكفاءتها ويتهمونها ببعض التسلط. فهي قادرة على أن تكون «حازمة جداً» حسب الدايلي تلغراف، ما دفع البعض إلى القول عنها إنها «مارغريت تاتشر الجديدة». إلا أنها تبدو أقرب إلى أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية، حيث إن والدي الاثنتين قسان، وهما محافظتان عمليتان منفتحتان للتسويات ولا أولاد لهما.
وعندما وصفت نفسها، قالت تيريزا ماي «أنا لا أجول على محطات التلفزة، ولا أحب الثرثرة خلال الغداء، ولا أحتسي الكحول في حانات البرلمان، ولا أوزع العواطف المجانية. أنا أقوم بعملي لا أكثر ولا أقل».
وقال عنها النائب المحافظ والوزير السابق، كينيث كلارك، إنها «صعبة فعلاً» فردت على هذا التعليق مازحة «وأول من سيلاحظ ذلك سيكون جان كلود يونكر» في إشارة إلى محادثات الانفصال المتوقعة.
ولدت تيريزا برازييه في الأول من أكتوبر 1956 في مدينة إيستبورن على الشاطئ الجنوب الشرقي لإنجلترا .
وبعد دراستها الجغرافيا في أوكسفورد وعملها في مصرف إنجلترا دخلت العمل السياسي عام 1986، وانتخبت مستشارة لقطاع ميرتون في لندن.
خلال العامين 2002 و2003 أصبحت المرأة الأولى التي تتسلم الأمانة العامة لحزب المحافظين.
وذاع صيتها عندما ألقت خطاباً وصفت فيه المحافظين، عندما كانوا متشددين جداً، بأنهم «حزب الأشرار » ما أغضب الكثيرين من أنصار الحزب. (أ. ف. ب)
المصدر: الخليج