شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ليلة أمس الخميس، في وسط صحراء الشارقة، بمنطقة الكهيف، انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي، الذي يقام بتنظيم من إدارة المسرح في دائرة الثقافة والإعلام.
وتابع صاحب السمو حاكم الشارقة والحضور أولى عروض المهرجان، الملحمة المسرحية التي جاءت بعنوان (داعش والغبراء) والمقتبسة من واقعة داحس والغبراء التاريخية والتي قامت بين عبس وذبيان قبل الإسلام بخمسين سنة، واستمرت لما يقارب من 40 عاماً خسر فيها الجانبان ما خسرا من أرواح وعدة وعتاد.
وكعادة سموه في أعماله المسرحية فهو خير من يوظف التاريخ في أعمال درامية لنأخذ منها الدروس والعبر، فلا نقع في الأخطاء نفسها، والحماقات ذاتها التي وقع فيها أسلافنا.
جسدت المسرحية دور الإسلام الجلي في دحر الجاهلية، وكل أمورها، وعلى وجه الخصوص القتل، والتعصب، وسلب الأموال، والأرواح، وأبرزت المسرحية كذلك هدي النبي صلى الله عليه وسلم، في التصدي لكثير من أمور الجاهلية التي نراها في أيامنا هذه تعود وتمارس وبشكل بشع، في حق كثير من البشر من دون مراعاة لحرمة النفس البشرية، وحرمة الأموال، ويدعون أن فعلهم هذا هو ضمن تعاليم الإسلام والإسلام براء منهم، ومن أفعالهم.
وعقب انتهاء العرض، ألقى صاحب السمو كلمة حيّا فيها أعضاء مسرح الشارقة الوطني الذين أنجزوا العمل الرائع خلال 10 أيام فقط، وقال صاحب السمو: إذا كانت هناك عزيمة واجتهاد وإيمان بالعمل المسرحي، أظن أن لا شيء يصعب على المخلصين، وقد ذكرت قبل أيام كيف أن إخوانكم في فلسطين لما منعوا من المسارح، ومنعوا من التمثيل، قاموا يمثلون في الأسواق، فإذا بالصهاينة يلاحقونهم، هذا معنى الإصرار والإيمان بقضية معينة.
وتحدث سموه عن مسرحية «داعش والغبراء» قائلاً: هذا العمل ليس بالعمل الذي يعرض قصصاً تافهة، أو روايات لا ترتقي إلى المصائب التي ابتلينا بها هذه الأيام. وندعو كل الأمة الإسلامية أن تبدل مثل هذا المنظر لإيقاف هذه الحرب التي أكلت الأخضر واليابس.
وأضاف سموه قائلاً: نتمنى من كل مسلم أن يعمل على الإسلام الصحيح الذي أتى به سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، ويزيل عنه تلك الخزعبلات، وكل ما أضيف إليه. والآن وقد وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه لابد من صرخة.. ولابد من وقفة.. وألا نتكل على أناس كما كان في داحس والغبراء.
وحول إقامة مهرجان مسرحي في وسط الصحراء قال سموه: نريد من الجميع أن يتذكر أن الإمارات أصلها قبائل، وهي التي وقفت، وقاومت، ودافعت عن الوطن من هذه الصحراء، ونحن لا نريد أن نلغي هذه القبائل، بالعكس، نريد أن نمكنهم ونرفع من شأنهم فهُم الخير والبركة.
وقال سموه: إن العمل على الثقافة يتطلب عملاً دؤوباً، لأن الثقافة ليست عمل استعجال، بل تراكمات، وإن المسرح يتطلب تكوين المتفرج أولاً قبل الممثل، حتى يستطيع أن يفهم ويواكب ما يقدم على خشبة المسرح.
وفي ختام حديثه قدم صاحب السمو حاكم الشارقة الشكر والتقدير إلى الطاقم الذي عمل على المسرحية، وقال إنه يعدهم بعمل جديد يكون على مسرح المجاز قريباً، كهدية لهم على هذا العمل الرائع.
تجدر الإشارة إلى أن المهرجان يقام في منطقة الكهيف، وفي فضاء خارجي لا يحده صندوق المسرح التقليدي، ترجمة لتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة التي دعت إلى إيصال مختلف أنواع الثقافة والفن والآداب إلى أماكن تواجد الناس، وعدم انتظار قدومهم إليها لإتاحة الفرصة أمامهم للاستمتاع بما تجود به الشارقة من فنون، ولكون هذه الفترة من العام تكثر فيها إقامة المخيمات البرية جاءت الفكرة أن يكون المهرجان قريباً من تلك المخيمات.
الجدير بالذكر كذلك أن فعاليات المهرجان تستمر حتى ال 19 من شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري.
حضور فعاليات الدورة الثانية للمهرجان
حضر انطلاق فعاليات الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي إلى جانب صاحب السمو حاكم الشارقة، كل من: الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام رئيس مركز الشارقة الإعلامي، والشيخ خالد بن عصام القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني، والشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، والشيخ محمد بن حميد القاسمي مدير دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، والشيخ فيصل بن سعود القاسمي مدير هيئة مطار الشارقة الدولي، وعبدالله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام، وصلاح بن بطي المهيري رئيس دائرة التخطيط والمساحة، وخليفة مصبح الطنيجي رئيس دائرة الإسكان، وعلي سالم المدفع رئيس هيئة مطار الشارقة الدولي، وعبدالله علي المحيان رئيس هيئة الشارقة الصحية، وخالد جاسم المدفع رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي، ومحمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة، وعبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، وأحمد بو رحيمة مدير إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام، وعبد الرحمن بن علي الجروان، ومحمد ذياب الموسى، والدكتور عبيد سيف الهاجري، وجمع غفير من الفنانين والجماهير من عشاق المسرح ومتذوقي الفن، وممثلي وسائل الإعلام المختلفة.
المصدر: الخليج