مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
كنت أقرأ مقالي الأخير على موقع «البيان» الإلكتروني، فاكتشفت أنني أخطأت في كتابة اسم الروائي عتيق رحيمي صاحب رواية «حجر الصبر»، التي كانت موضوع المقال، فوجدت أنني لابد أن أسارع لتصحيح الخطأ طالما كان التصحيح متاحاً، وهذا ما حدث فعلاً، إضافة لأمر أراه في غاية الأهمية، يتعلق باحترام القارئ والرهان على فطنته وثقافته لا على عدم اطلاعه أو عدم اهتمامه.
وقد رفع المقال نفسه على «تويتر»، فجاء تعليق إحدى القارئات (كأنني أرى اسم عتيق رحيمي قبل أن أقرأ المقالة..) ما جعلني أوقن بأن قيامي بتصحيح الاسم كان ضرورياً، وهذا هو الرهان الذي قصدته، فالقارئ يمتلك تلك السلطة على نص الكاتب، بحيث يمكنه أن يناقشه ويقبله أو يرفضه، وأن يطلب تفسيرات حوله، وكذلك ألا تقدم له معلومات غير دقيقة أو خطأ، فهو صاحب اطلاع، وعلينا أن نحترم ذلك.
لقد حدث منذ مدة أن تواصلت معي طالبات عدة، عبر صفحتي في «تويتر»، يطلبن أن أجيب عن أسئلة، تتعلق بمقال لي، يُدرس في أحد المقررات الدراسية في مدارس الإمارات، وقد ذكرت لي إحداهن (أنت الكاتبة وتعرفين الإجابة أكثر منا)، ولقد حاولت مساعدتهن في إطار ما تفرضه مسؤوليتي تجاههن كونهن قارئات، وقناعتي كذلك بضرورة أن يبذلن جهدهن في الإجابة!
وقد صادف أن كتب أحد الروائيين عن طفل اتصل به، عبر بريده الإلكتروني، لمساعدته في كتابة الواجب المدرسي. حيث أعطته معلمته إحدى روايات هذا الكاتب لقراءتها كونها فرصة أخيرة حتى يتجنّب الرسوب.
قال الطفل إنه لم يرغب في المخاطرة بمستقبله، لذلك فضّل إتاحة الفرصة للكاتب نفسه حتى يجيب عن الأسئلة، ولقد أجاب الروائي عن أسئلته ليس فقط من باب المساعدة، ولكن في إطار تحمّل مسؤولياته تجاه القارئ الصغير.
المصدر: البيان