فاجأ محاور تلفزيوني الرئيس السوري بشار الأسد بصورة الطفل السوري “عمران” خلال مقابلة أجراها الأخير مع القناة السويسرية SRF1 ، حيث قام المحاوِر بإخراج صورة “عمران” من جيب سترته، وإشهارها بوجه رئيس النظام السوري.
إلا أن الأسد تهرّب من تلك المواجهة، مع إحدى ضحاياه، فقال إن صورة تلك الضحية التي اهتزّ لها العالم “مزوّرة”!
وفاجأ المذيع الذي أجرى الحوار مع الأسد بسؤاله إن كان يمكنه أن يريه صورةً، فوافق الأسد. حينها أخرج المذيع من جيب سترته، صورة “عمران” قائلاً للأسد: “هذا الصبي الصغير أصبح رمزاً للحرب. أعتقد أنكم تعرفون هذه الصورة. اسمه عمران، وهو في الخامسة من عمره. إنه مغطى بالدم وخائف ومصدوم. هل لديكم أي شيء تقولونه للطفل وأسرته؟”.
ولم يكن أمام رئيس النظام السوري بشار الأسد، سوى أن يقول للمذيع الذي فاجأه بإشهار تلك الصورة، بوجهه، بكل ما يحمله هذا الفعل من معنى اتهامي له كقاتل، بقوله: “هذه الصورة بالتحديد مزوّرة”!
وكانت قناة SRF1 السويسرية، قد أجرت حواراً مع الأسد نشر نصه المترجم على الوكالة الرسمية “سانا” أمس الأربعاء، وكذلك نشر الفيديو الخاص بالمقابلة مترجماً وباللغة الإنجليزية.
وكان الحوار أشبه بـ”مضبطة” اتهام رسمية بوجه الأسد، حيث سمع مجدداً أعنف الصفات التي تقال بحقه، دون أن تظهر عليه علائم الانزعاج من أي وصف قيل بحقه، على الرغم من أن المذيع بدأ بسؤاله: “هل تعتقد أن اعتبار العالم لك كمجرم حرب مجرد كذبة؟”.
ثم السؤال الرابع: “وصفكم وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأدولف هتلر وصدام حسين، هل يزعجكم هذا الوصف؟”. فنفى أن يكون منزعجاً من هذا الوصف، مثلما نفى في الحوار نفسه أنه قصف المستشفيات في حلب، وفقا للعربية نت.
وعلى الرغم من قيامه بشن حرب دموية على المعارضة السورية منذ إعلانها الثورة عليه، وأدت حربه إلى مقتل نصف مليون سوري، ادّعى الأسد أن في سوريا معارضة حرة، وأنها تستطيع العمل بحرية، ونفى أن يكون السوريون قد تشردوا ولجأوا إلى بلدان العالم بسببه هو. مؤكداً أن سياسته “صحيحة” ولن يغيّرها، كما زعم.
ونفى أن تكون روسيا تقف إلى جانبه، بل إلى جانب “القانون الدولي”. علماً أن أكبر المسؤولين الروس عبّروا عن أن تدخّلهم العسكري في سوريا، جاء للحفاظ على مصالحهم العليا، بل إن وزير الخارجية الروسي قال في أحد تصريحاته إن على أوروبا وأميركا “احترام” مصالح روسيا في سوريا.
يذكر أن الطفل السوري “عمران” الذي قام المذيع بالمقابلة السالفة، بإشهار صورته بوجه الأسد، نوعاً من مواجهة الضحية بالجلاد، قد أصبح أيقونة للحرب في سوريا، وإحدى أكبر علاماتها مأساوية وتفضح للعالم بأسره ما يقوم به الأسد وجيشه وحلفاؤه، من قتل وترويع وتشريد وتدمير، من خلال تلك النظرة الحائرة التي بدا عليها في الفيديو الشهير، بعد إنقاذه من بيته المهدّم الذي تعرض لقصف من جيش الأسد وحلفائه، في منطقة “القاطرجي” بحلب، خصوصا بعدما أعلن في وقت لاحق عن وفاة شقيقه بعد الجروح التي تعرض لها، في نفس عملية القصف المشار إليها.
المصدر: البيان