تواصل الجهات الأمنية في العاصمة البريطانية لندن جهودها للكشف عن ملابسات الاعتداء على الشقيقات الإماراتيات الثلاث في أحد فنادق العاصمة البريطانية لندن في ساعة مبكرة من صباح السبت، ما أسفر عن إصابة اثنتين منهن، وهما في حالة مستقرة حالياً، بينما توجد السيدة الثالثة في العناية المركزة بأحد مستشفيات لندن، بعد أن قام مجهول باستخدام «مطرقة» في الاعتداء عليهن.
وتتابع وزارة الخارجية باهتمام توابع حادث الاعتداء، حيث أكد راشد الظاهري مدير شؤون المواطنين بوزارة الخارجية، أن الجهات المختصة في الوزارة تتابع ما حدث مع سفارة الدولة في لندن للوقوف على أسباب الاعتداء الذي تعرضت له المواطنات، كما تتابع حالتهن الصحية في المستشفى.
وأضاف أن سفارة الدولة لدى بريطانيا تتابع القضية باهتمام كبير مع الدوائر الأمنية، كما أن الشرطة البريطانية تحقق في الاعتداء، موضحاً أن الدلائل الأولية تشير إلى أن الهدف من الاعتداء هو السرقة.
ونشرت صحف لندنية على مواقعها الإلكترونية أن الحالة الصحية للسيدات تتراوح بين المتوسطة والخطرة والمستقرة جراء الاعتداء، الذي تطلب نقلهن إلى مستشفى «سانت ميري» في لندن، مشيرة إلى أن الشرطة البريطانية خصصت فريقاً لمتابعة الجريمة الذي رجح أن السبب في الاعتداء كان بدافع السرقة.
وأسفر الاعتداء عن وقوع إصابات لاثنتين من المواطنات إلا أن حالتهما مستقرة فيما تعد الحالة الثالثة «خطيرة»، كما أنه وفي وقت لاحق وصل ذوو المواطنات إلى لندن في الساعات الماضية، للوقوف على علاج السيدات ومتابعة التحقيقات في الواقعة بالتعاون مع الجهات المعنية.
وأفادت الصحف بأن الشقيقات الثلاث كن وقت وقوع الحادث في فندق «كوبرلاند» الذي يقع بالقرب من شارع أوكسفورد المعروف بمتاجره الراقية.
ووفق ما نشرته صحف لندنية، السيدات أدلين بأقوالهن، حيث أكدت إحداهن أنها استيقظت ووجدت شخصاً في الغرفة في الساعة الواحدة و50 دقيقة صباح يوم السبت، مؤكدة أن مرتكب الاعتداء قام بضرب السيدات الثلاث مستخدماً «مطرقة» قبل أن يفر هارباً من موقع الحادث.
وتتابع سفارة الدولة لدى لندن القضية باهتمام مع الجهات الأمنية المعنية وتحقيقات الشرطة، في حادث الاعتداء، كما تعمل على توفير جميع الاحتياجات الضرورية لذوي المواطنات وتقديم جميع أوجه الدعم اللازم «المادي والمعنوي».
وقالت مصادر طبية إن إحدى الشقيقات ترقد في حالة خطرة إلا أنها تتحسن مع الوقت، بينما شقيقتاها تعانيان من إصابات وجروح في الرأس.
البحث الجنائي
ويتابع رجال المباحث التابعون للجهات الأمنية البريطانية، التحقيقات والاستماع إلى السيدتين، وثلاثة أطفال كانوا بصحبتهما وقت وقوع الاعتداء قبل الثانية صباحاً في غرفة المواطنات بالطابق السابع في الفندق.
وكانت السيدات الثلاث في زيارة سياحية إلى لندن قادمات من دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث أقمن في غرف متجاورة مع ثلاثة أطفال وذلك وقت وقوع الاعتداء.
وقالت مصادر شرطية إنه لم يظهر أي علامة لدخول شخص بالقوة للغرفة، مشيرة إلى أنه من المحتمل أن يكون المشتبه فيه ارتكب الجريمة بدافع السرقة، وإنه «مرتكب الاعتداء» أصيب بحالة من الهياج بعد مواجهة السيدات له، مرجحة احتمالاً آخر، وهو ارتكاب الجريمة بتعمد حيث إن السيدات تظهر عليهن علامات الثراء بعد أن قام «مرتكب الاعتداء» بتتبعهن قبل ارتكاب جريمته بأيام.
وأضافت المصادر أن المحققين استعانوا بالصور التي سجلتها كاميرات المراقبة بالفندق (CCTV) واللقطات التي تم تسجيلها من المطاعم الواقعة مقابل الفندق، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن يستغرق البحث الجنائي بضعة أيام، حيث إن الفندق يضم 1000 غرفة.
ووصفت المصادر الشرطية مسرح الجريمة، بأن هناك حالة من العنف غير العادي والهجوم على السيدات الثلاث، فيما يعتقد المحققون أن المشتبه فيه بمفرده دخل إلى غرف المجني عليهن أثناء نومهن ما بين الساعة الواحدة صباحا والثانية من صباح «يوم السبت».
وتنتهز وزارة الخارجية هذه الفرصة لتحذر مواطنيها في سفرهم من عصابات تستهدفهم وممتلكاتهم، وأن الوزارة تقوم، وباستمرار بمراجعة مناطق السفر لتحديد المناطق الحساسة، ودرجة الخطورة فيها بما يكفل إحاطة المواطن بضرورة أخذ الحيطة والحذر قبل أو أثناء السفر.
شقيقة المصابات: تلقيت استجابة فورية من «الخارجية»
قالت المواطنة شيخة شقيقة المواطنات اللاتي تعرضن للاعتداء، إن إحدى شقيقاتها كانت نائمة وشعرت بشخص يعتدي على «أم سعيد» والدة الأطفال وضربها على رأسها عدة مرات، ما تسبب في خضوعها لعملية جراحية تحتاج بعدها للملاحظة ثلاثة أيام، موضحة أن شقيقتها الثانية «عهود» تعد حالتها الأكثر خطورة من بين المصابات. وحول قصة وقوع حادث الاعتداء، أوضحت شيخة أن الشقيقة «فاطمة» وحالتها أفضل من الشقيقتين الأخريين، كانت نائمة وقت حادث الاعتداء وحاولت مقاومته إلا أنه فاجأها بضربة سقطت عقبها على الأرض. وأشارت شيخة إلى أنها قامت بإرسال تغريدة إلى سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، وتلقت بعدها بدقائق العديد من الاتصالات من مسؤولي سفارة الدولة في لندن، لافتة إلى تواصل خالد الجرمن مدير إدارة شؤون المواطنين في السفارة مع أفراد الأسرة وتابع حالة المصابات. وأكدت أن السفارة قدمت جميع أوجه الدعم الممكنة، حيث تم نقل الأسرة إلى فندق آخر وتوفير الأمن وسيارة، لضمان التنقل بأمان علاوة على متابعة حالات المصابات بعد نقلهن إلى المستشفى.
المصدر: الاتحاد: أحمد عبدالعزيز – وام (أبوظبي)