«شيبس» و«كولا»

آراء

شرائح واسعة من الأسر تتساهل كثيراً في الاستجابة لإلحاح أطفالهم، وحتى مع المراهقين منهم، لشراء وتوفير الوجبات السريعة ورقائق البطاطس المقلية المعلبة «شيبس» و«الكولا» وغيرها من المشروبات الغازية الضارة، متجاهلين تحذيرات الدوائر الصحية المختصة من الأمر الذي بلغ حد أن بعض شركات إنتاج الـ«شيبس» وتحت ضغط من حكوماتها، اضطرت لكتابة تحذيرات منها على العلب لما تسببه من فرط الحركة وتشتت الذهن لدى الأطفال.

قبل أيام نشر بنك الأبحاث الطبية على موقع وزارة الصحة ووقاية المجتمع، دراسة طبية حديثة «تحذر من مخاطر العادات الغذائية السيئة في مرحلة الطفولة التي تعزز قابلية التأثر بتأخر النمو العقلي والحركي للأطفال والذي قد يكون له تأثيرات دائمة مدى الحياة».

وأكدت الدراسة أن «تناول الطعام الصحي والمغذيات المناسبة في مرحلة الطفولة يعتبر أمراً أساسياً لتحقيق النمو الأمثل والوقاية من الأمراض». وأوضحت الدراسة التي شملت 690 طفلاً، أن سوء التغذية بين الأطفال هو مؤشر قوي على تطور الأمراض غير المعدية التي تظهر عند البالغين مثل السمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وارتفاع ضغط الدم وأنواع معينة من السرطان. وركزت الدراسة على أنماط استهلاك الغذاء عند الأطفال من الفئات العمرية 4 و9 و12 سنة في دولة الإمارات، وتقييم مدى التزامهم بالتوصيات المتعلقة بالمغذيات والوجبات الغذائية. وكشفت الدراسة عن تناول كميات كبيرة من الدهون المشبعة والسكريات الحرة بين الأطفال في الفئات العمرية المذكورة إلى جانب انخفاض تناول حمض ألفا لينولينيك والألياف الغذائية.

ولفتت الدراسة إلى تجاوز 90 بالمئة من العينة الحد المُوصى به من منظمة الصحة العالمية بالنسبة لاستهلاك الدهون المشبعة، فيما أظهرت أن 70 بالمئة من عينة البحث تناولوا كميات من السكر الحر أعلى من توصية المنظمة، وأن ما يقارب 29 بالمئة يعانون زيادة الوزن أو السمنة.

أتمنى من الجميع التوقف كثيراً أمام الفقرة الأخيرة من الخبر الخاص بالدراسة، وما يعنيه من غفلة هذه الأسر، ونحن نتابع الجهود التي تقوم بها وزارة الصحة ووقاية المجتمع ضمن البرنامج الوطني لمكافحة السمنة لدى الأطفال والمراهقين، والتي تشير آخر الإحصائيات المعلنة والناتجة عن الفحص الدوري لطلبة المدارس إلى أن معدلاتها بينهم بلغت 17.3%. وهي نسبة لا يمكن تجاهلها في وقت نؤكد فيه أن تعزيز صحة الأطفال يندرج ضمن أهداف الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة، ولنتذكر بأننا جميعاً مسؤولون وشركاء.

المصدر: الاتحاد