ينبلج اليوم فجر يوم جديد وعام جديد، يسطع بنوره وضيائه وسط أمانٍ وتمنيات سعيدة تغمر القلوب الطيبة العامرة بالمحبة وحب الآخرين بأن يكون عاماً سعيداً، يعم فيه الخير والسلام العالم. الإمارات تستقبل العام الجديد، وقد ارتأت قيادتنا الرشيدة أن تطلق عليه عام التسامح، ويحل في أعقاب «عام زايد» الذي صادف مئوية قائد قلما يجود الزمان بمثيله، تشهد كل حبة رمل على عطاياه، ويشهد العالم من أقصاه لأقصاه على طيب سجاياه.
عام كامل حفل بالمبادرات والفعاليات المتعددة الخاصة بترسيخ قيم الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وستظل تلك القيم نبراساً يضيء لنا الطريق، لأنها بوصلتنا في الحياة ومسيرة البناء.
لقد كان التسامح أحد أبرز وأهم قيم وإرث المؤسس، ميز إمارات المحبة والعطاء، وجعل منها واحة للمحبة والتسامح، وهي تحتضن الملايين من البشر من مختلف أنحاء العالم، يعيشون ويعملون ويساهمون جنباً إلى جنب مع مواطنيها في تعزير نهضة البلاد ومنجزاتها ومكتسباتها، وتوطيد القيم الحضارية والإنسانية التي تقوم عليها.
من منارة المحبة ونبع حكمة زايد حكيم العرب تسطع أضواء مبادرات عام التسامح مع إطلالة العام الجديد لتذكر الأجيال والمجتمعات بروح التسامح الذي يمثل الأرضية التي تزدهر بها الأوطان، وتستوعب معها الاختلافات لتصهرها وتجعل منها قوة دفع إيجابية للبناء والتعمير، لتقدم للعالم أنموذجاً تنموياً ملهماً يعد مثالاً يحتذى به، نقل شعب الإمارات إلى صدارة المؤشرات الدولية الخاصة بالتنمية والعطاء الإنساني والسعادة، وأصبح شعب الإمارات في مقدمة أسعد شعوب العالم، مرحباً به أينما حل، تحف به المحبة، معزز بقوة جواز سفره الأقوى في العالم.. محطات هي بعض من نتاج حكمة زايد ونهج زايد الذي سار عليه أبناء زايد.
على الجانب الآخر، ترى انهيار المجتمعات، وظهور الدول الفاشلة جراء غياب التسامح، وعدم احترام الاختلاف والتنوع، وإقصاء الآخر في حروب عدمية وعبثية لا تبقي ولا تذر، وتمثل البيئة الخصبة والمثالية لازدهار وتناسل الأفكار والتنظيمات المتطرفة والإرهابية، وبالذات تلك التي تتستر وراء الدين، وتتاجر به وبالشعارات الرنانة التي لا تزيد المجتمعات المبتلاة بهم إلا بؤساً وخراباً.
نتطلع للعام الجديد بكل إيجابية ومحبة وتفاؤل، فالإيجابية والتفاؤل منهاج عمل وأسلوب حياة، وكل عام والإمارات والعالم في خير وسلام وصفاء، وأهلاً بعام التسامح.. أهلاً 2019.
المصدر: الاتحاد