كاتب عمود يومي في صحيفة الوطن السعودية
احترمت في المقابلة الصاخبة لسمو الأمير، الوليد بن طلال هذا الخيط المتصل في المواقف الوطنية، وللدلالة فقد ردد اسم وطنه عشرات المرات حتى يكاد ينطق اسمه بالدقيقة. وفي حدود ما أعلم، فإن (الوليد) قد يكون أول شخص في التاريخ يدخل في مقابلة مباشرة لثلاث ساعات مكتملة أمام ما يزيد على عشرين محطة فضائية في ذات اللحظة.
وحتى للذين يظنون أن النجاحات المالية والإدارية للوليد بن طلال قد جاءت لأنه (الأمير) كما هي بعض أسئلة المقابلة الشفافة الصريحة، فلهؤلاء أقول إن حصر المسألة في هذه السببية ليس إلا اختزالاً مخلاً لهذه القصة. الذي يضع يده وتوقيعه جنباً إلى جنب مع بيل جيتس ووارن بافيت وميردوخ. لا بد أن يعلموا أن هؤلاء العمالقة من رأس المال العالمي لا يصنعون شراكاتهم مع الآخرين بعد قراءة الألقاب. الوليد بن طلال قصة نجاح سعودية مدهشة.
وعفواً للأمير وللقارئ عن هذه المقدمة والتوطئة فهنا الزبدة: بودي لو أن الأمير الوليد بن طلال اختار بين محاوريه الخمسة اثنين أو ثلاثة محايدين لا ينتمون إلى إمبراطوريته الإعلامية كي يقتنع الملايين الذين تابعوه بمزيد من الثقة والمصداقية. أرفع القبعة احتراماً للأخ عبدالله المديفر، لأنه حلق بأسئلته إلى الزوايا اللافتة. عفواً أيضاً، سمو الأمير الوليد بن طلال، إن قلت لمقامكم بكل الصدق، إنني تمنيت لو أنكم حجبتم عن الإعلام هذه الصور والتقارير التي يظهر فيها سموكم مع الفقراء والمحتاجين لأنكم لستم أبداً بحاجة إلى هذا (القران) بين صورة الثري العولمي ومناظر الفقراء على باب إحسانكم ونافذتكم الإنسانية. سنأخذ من التقرير الابتدائي لذات المقابلة أن زكاة ثروتكم وحدها تبلغ مليارين ونصف المليار، وهو رقم كاف لآلاف الأفلام والصور التي لا تحتاجونها في المطلق. عفواً سمو الأمير، إن قلت لكم إن المطلب الوطني منكم أن تتحول هذه (المملكة القابضة) إلى مشروع وطني للتوطين والسعودة، وعفواً سمو الأمير إن قلت لكم إنني طوال سنين حياتي لم أقابل فرداً سعودياً واحداً يعمل لدى هذه المجموعة، وربما كانت هذه هي تجربتي بحكم المكان والزمن. عفواً سمو الأمير لو أنني قلت لكم إن أبها والدمام والباحة قد تستقبل مكامن استثماراتكم الفندقية بمأمن عن التجارب التي تعرفونها (اليوم) في دمشق وبيروت والقاهرة وصنعاء مع كامل احترامي لقراراتكم الاستثمارية. عفواً، سمو الأمير لو قلت لكم إن مقابلتكم التي اشترت لي سهرة جميلة متفردة إلا من تحفظي الشديد على ربط الأسئلة بأجوبة (الدين) في أشياء لا تحتمل أن نقحمه فيها بهذه الصورة، وسأقول لكم رأيي الخاص في هذه النقطة ذات يوم إن سنحت الفرصة!
المصدر:الوطن أون لاين