كثيرة هي المحطات التي جعلتني أشعر بالزهو الوطني، والفخر والاعتزاز بالقيادة الفذّة لدولة الإمارات، وأنا أتابع مجريات القمة العالمية للحكومات، سأورد منها في هذا المقال ثلاثة أسباب.

الأول يتعلق بمصر، إذ لم يكن سراً ما أذاعه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس، في اليوم الأول من فعاليات القمة، من قيادة الإمارات لجهد عربي لمساندة مصر إبان الظروف السياسية الاقتصادية التي أعقبت أحداث عام 2011 وما تلاها، غير أن التفاصيل حين تُقال من صاحب الشأن يكون لها وقعٌ مختلف. فالرئيس المصري كشف أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، حين زار مصر سنة 2013، كان يعلم احتياجاتها، حيث أمر بتحويل سفن تحمل سلعاً بترولية حيوية من عمق البحر المتوسط إلى مصر، لمساعدتها في أزمتها، وأكد أن استقرار الوضع المصري منذ سنة 2013 تحقق من خلال وقوف الإمارات والأشقاء العرب معها.

لا أخفيكم أنني كمواطنة إماراتية، شعرت بالزهو وأنا أستمع إلى كلمة الرئيس المصري، الذي تحدث بعفوية شديدة وبكلام صادق نابع من القلب، عن الإمارات وقيادتها ودورها في حفظ أمن واستقرار بلد كبير ومحوري كمصر، التي تشكل قلب العالم العربي وعمقه الثقافي والحضاري والبشري، شعرت بالفخر بمواقف القيادة الفذّة التي وهبنا الله إياها في الإمارات، تلك المواقف التي تتجسد انطلاقاً من إحساسها بواجبها تجاه الأشقاء، دون منّة ولا انتظار لشكر. مع ذلك فإن المعروف حين يكون في أهله، يُحفظ في ذاكرة الشعوب، ويدوّنُ في سجل المواقف المشرفة بين الدول.

وليس سرّاً أيضاً أن الدعم الإماراتي والخليجي الذي تحدث عنه الرئيس السيسي أنقذ مصر من الضياع ومن الفوضى، تلك الفوضى التي بلغت كلفتها نحو 450 مليار دولار كما قال الرئيس السيسي، والأهم من تلك الكُلفة المالية وقبلها التضحيات الجسام التي قدمها أبناء مصر من دمهم ليحافظوا على كينونة بلدهم وبقائه صامداً رغم المكائد والمصائد.

السبب الثاني يتعلق بسورية، ففي الوقت الذي كانت فيه كريستالينا جورجيفا، مديرة صندوق النقد الدولي تلفت الانتباه بشكل مؤثر إلى معاناة السوريين جراء الزلزال الذي ضربها وتركيا، وتدعو العالم إلى الوقوف بجانب سورية التي «عانى أهلها طويلاً» كان سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير دبلوماسيتنا النشيط ينهي للتو زيارة ميدانية للمناطق المتضررة في سورية الشقيقة، ليكون من أوائل المسؤولين في العالم الذين يصلون إلى موقع الكارثة، للاطلاع عن كثب على تداعياتها وما يمكن تقديمه لنجدة الأشقاء. نحن في الإمارات لا نتأخر عن الاستجابة لنجدة الأشقاء ونتحرك قبل الدعوات الدولية والإقليمية.

نعم، قادت الإمارات الاستجابة الإقليمية لكارثة الزلزال الذي أودى بأكثر من 3500 شخص في سورية وحدها. وأعلنت تقديم 100 مليون دولار مساعدات إغاثية لسورية، كمرحلة أولى. وكانت من أولى الدول التي وقفت مع سورية وأرسلت مساعدات ضخمة إغاثية وإنسانية وفرق بحث وإنقاذ.

أمّا السبب الثالث فكان بسبب الإطراء الذي قدمه الضيوف الدوليون الذين شاركوا بكلمات في فعاليات القمة الحكومية، بحق دولتنا وإنجازاتها وحكمة قادتها وقدرتها على تجاوز التحديات. لقد كانت معظم الكلمات تشير إلى تجربة الإمارات باعتبارها النموذج لما ينبغي أن تكون عليه حكومات العالم، فمديرة صندوق النقد الدولي تقول مخاطبة صاحب السمو رئيس الدولة: «صاحب السمو، بلدك من بين الدول التي تقدم أداء جيداً حقاً». أما رئيس وزراء جمهورية جورجيا، فيؤكد أن بلاده تتخذ من الإمارات نموذجاً يحتذى به في التحول الرقمي والابتكار. وهذا ما أكده أيضاً الكثير من الضيوف من شرق العالم وغربه.

المصدر: البيان