حينما زارها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، خلال زيارته لجمارك دبي في سبتمبر 2016، وبعد أن اطلع على الإجراءات والأليات المتبعة والتقنيات الحديثة فيها وشاهد كفاءة الموظفين ومهارتهم المهنية وحسهم الأمني العاليٍ، أشاد سموه بالغرفة ودورها الفعال في تحقيق أمن المجتمع، وقال سموه موجهاً حديثه للموظفين” بسبب ما تقومون به فإن المقيم والسائح لدبي يجلس باطمئنان في ربوع دبي.. فأنتم تسهرون على توفير الأمن وتحمون الاقتصاد والمجتمع”.

وحينما زارها فريق مقيمي برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز – منظومة الجيل الرابع – في شهر مارس 2017، والذي يضم نخبة من الخبراء العالميين في المجال الجمركي، أشاد هذا الفريق بالآليات والأنظمة والمهام الواقعية في إدارة غرفة التحكم والسيطرة، وما يتمتع به موظفوها من مهارة مهنية وحس أمني عالٍ، وما يتوفر فيها من دوائر تليفزيونية تربطها بكافة المنافذ الجمركية في دبي، وقال رئيس الفريق وهو مسؤول جمركي كندي:” ما رأيته اليوم في جمارك دبي لم أره قط من قبل في أي مكان بالعالم.. جمارك دبي نموذج يحتذى في العمل الجمركي ونتمنى لو استفادت منها جهات جمركية أخرى حول العالم”.

1700 كاميرا و23 برنامجاً أمنياً

إنها غرفة التحكم والسيطرة بجمارك دبي.. هي أول غرفة عمليات جمركية على مستوى المنطقة والوطن العربي، تم إنشاؤها عام 2007 بعد زيادة العمليات الجمركية وزيادة النطاق الجغرافي للمراكز الجمركية (البرية/ البحرية/ الجوية) في إمارة دبي والحاجة الماسة لإحكام عمليات السيطرة والمراقبة بجميع المنافذ الجمركية، حيث تقوم بمتابعة الأعمال الجمركية الأمنية على مدار الساعة، والعديد من المهام، منها متابعة كاميرات المراقبة الموزعة على المنافذ الجمركية البرية والبحرية والشحن الجوي وعددها 500 كاميرا موزعة على 25 منفذاً جمركياً بأنحاء الإمارة، ويتم العمل حالياً على تحديث الكاميرات وزيادة عددها إلى 1700 كاميرا بنهاية العام الحالي.

وتعمل غرفة التحكم والسيطرة في جمارك دبي على 23 برنامجاً جمركياً أمنياً على مدار الساعة لمتابعة أعمال التفتيش والشحنات والاستفسار عن الحاويات وتلقي المكالمات الهاتفية والاستفسارات من المراكز الجمركية ونشر التعاميم الأمنية على المنافذ المختلفة، حيث تلقت الغرفة 23120 مكالمة خلال عام 2016، مقابل 21963 مكالمة في عام 2015.

وتساعد الغرفة في رصد بعض حالات الاشتباه واحتمالية وجود أي مخالفات أو عدم الالتزام، ومتابعة حركة الشاحنات من ساحات المناولة مباشرة إلى مواقع التفتيش في المنافذ الجمركية وإعادة تسجيل الأحداث التي يتم رصدها من خلال كاميرات المراقبة في حال طلبها من الإدارة العليا أو الجهات الأمنية المختلفة في الدولة، وقد بلغ عدد الأحداث التي رصدتها غرفة التحكم والسيطرة عن طريق كاميرات المراقبة 108 حدثاً في عام 2016، مقابل 57 حدثاً عام 2015.

كما تعمل الغرفة على تلقي البلاغات وإرسالها للجهات الأمــنية المعنية كلٌ حسب اختصاصه، بالإضافة إلى اتخاذ الإجــراءات اللازمة حيال البلاغات والشكاوى وإحالتها إلى الجهات المعنية، واستقبال التعاميم والتحذيرات عبر نظام النافذة الموحدة للهيئة الاتحادية للجمارك، وتعميمها على المراكز الجمركية.

ركائز العمل الجمركي

وقال أحمد محبوب مصبح مدير جمارك دبي : إن غرفة التحكم والسيطرة في الدائرة هي إحدى الركائز الأساسية للعمل الجمركي في إمارة دبي، حيث تعمل ضمن منظومة متناسقة ومتناغمة بواسطة كادر بشري مؤهل يعمل على مدار الساعة، بهدف تقديم خدمات أمنية طابعها السرعة والتميز في الاستجابة لكل البلاغات والشكاوى الواردة للغرفة للحفاظ على أمن المجتمع واستقراره، مشيراً إلى مهامها في متابعة تخليص الشحنات الموجودة في المنافذ الجمركية وجمع وتحليل المعلومات الخاصة بالشحنات من خلال البرامج الجمركية والأمنية المعتمدة في غرفة العمليات، مؤكداً أنها تعد مركزاً أمنياً مهماً لدائرة جمارك دبي وعصب الأمان لكافة المراكز الجمركية في الإمارة.

عصب الأمان

وذكر مدير جمارك دبي أن الغرفة منذ أن تم إنشائها عام 2007، كأول غرفة تحكم جمركية في الدولة والمنطقة، مجهزة بأحدث التقنيات لتقديم الدعم والمساندة لجميع المراكز الجمركية في مجال التفتيش والمراقبة الأمنية والمعلومات الجمركية وسهولة الاتصال والتواصل مع الفرق الميدانية والجهات الحكومية الأخرى، كونها حلقة الوصل والتنسيق بين الإدارات الجمركية من ناحية، والجهات الأمنية من جهة أخرى، والمساهمة في إدارة الأزمات والحالات الطارئة.

وأضاف مدير جمارك دبي: أنه من خلال ارتباط الغرفة ب 500 كاميرا مراقبة، يتم مراقبة ومتابعة أعمال التفتيش وحركة البضائع في كافة المنافذ الجمركية، وكذلك حركة السفن الخشبية وعمليات الشحن في خور دبي ومتابعة حركة المسافرين عبر منفذ حتا الحدودي مبنى المسافرين بميناء راشد.

وقال إن الغرفة مزودة بالنظام الأمني لمنظمة الشرطة الجنائية الدولية” الانتربول” الذي يمكنها من القيام ببحث يومي للمركبات والآليات – بكافة أصنافها- الواردة إلى إمارة دبي، والتأكد من صحة بياناتها ومشروعيتها، وعبر هذا النظام الأمني التقني المتطور، أجرى موظفو الغرفة 2 مليون و300 ألف بحث عام 2016، وقد أشادت وزارة الداخلية بجودة العمل بهذا النظام بجمارك دبي، كفاءة موظفيها.

استحسان إقليمي ودولي

يذكر أن غرفة التحكم والسيطرة في جمارك دبي قد حظيت باستحسان محلي وإقليمي ودولي وأشاد بها مسؤولون جمركيون عالميون خلال زيارتها والاطلاع على تجربتها، مطالبين إلى الاستفادة من التجربة المتفردة في هذا المجال، والمساعدة في تطوير أنظمتهم وآليات عملهم الأمنية.

قنوات اتصال متعددة

وأوضح شعيب محمد السويدي مدير إدارة الاستخبارات الجمركية بجمارك دبي أن غرفة التحكم والسيطرة تضم عدداً من قنوات الاتصال والتواصل مع كادر التفتيش وموظفي جمارك دبي، وذلك عن طريق أجهزة الاتصال الداخلي وأجهزة الاتصال اللاسلكية والبريد الإلكتروني والرسائل النصية القصيرة، كما تضم الغرفة خدمة رافد لتلقي البلاغات والملاحظات والشكاوى والاقتراحات من العملاء الداخليين والخارجيين وأفراد المجتمع عن الممارسات التجارية والجمركية الخاطئة، كما تتلقى الغرفة طلبات المساندة من المراكز الجمركية على مدار الساعة، ومتابعة ومراقبة حركة البضائع والحاويات والسفن الخشبية، بالإضافة إلى القيام بعمليات التدقيق اليومي على المركبات والمعدات الثقيلة المطلوبة دولياً التي تدخل عبر المراكز الجمركية المختلفة، والتي يصل عددها إلى نحو 10 آلاف مركبة يومياً.

وأضاف شعيب السويدي أن الغرفة نفذت العديد من المبادرات لتحقيق الأمن في المجتمع ولتمكين الموظفين داخل الغرفة من إرسال رسائل نصية للجهات الأمنية المعنية في حالات الاشتباه بآليات قادمة عبر إمارة دبي، مع تزويد المراكز الجمركية بالبيانات والمعلومات المطلوبة والتنسيق معها بشأن التعاميم عن المركبات المطلوبة.

من جهته قال جمال بن دسمال مدير غرفة التحكم والسيطرة بإدارة الاستخبارات الجمركية إنه يتوافر لدى غرفة التحكم والسيطرة خدمات رئيسية منها خدمة رافد لاستقبال المعلومات، ونظام متابعة حركة سفن الشحن على مستوى العالم في حال ورود معلومات بوجود حاوية مشتبه بها على إحدى السفن، ومن خلال النظام الإلكتروني الموجود داخل الغرفة يتم التعامل معها ومعرفة موقع السفينة وخط سيرها ومراحل مرورها عبر الموانئ المختلفة، وموعد وصولها لموانئ إمارة دبي.

وأكد جمال بن دسمال أنه يعمل في الغرفة فريق عمل متخصص يتمتع بقدر عالٍ من التأهيل والتدريب، في كيفية التعامل مع البلاغات حتى انتهاء المشكلة أو تحويلها إلى أحد مراكز الشرطة أو الجهات المختصة، ويتوزع العمل في الغرفة على عدة فرق عمل، منها فريق مراقبة الدوائر التليفزيونية المغلقة، وفريق لتلقي المكالمات، وفريق للعمل على الأنظمة الإلكترونية بالإضافة إلى فريق للمتابعة اليومية.

رسائل نصية

وأوضح أن الغرفة تقوم بدور رئيسي في ارسال رسائل نصية بطلب من الإدارة العليا أو أي من إدارات الدائرة إلى الموظفين والعملاء الخارجيين حسب نوعية الرسالة النصية أو الطلب، منها رسائل تهنئة وإشعار بأحداث وفعاليات معينة، وإشعارات التدريب، وإشعارات استدعاء الموظفين في حالات الطوارئ، ومتابعة الأحوال اليومية.