فشل رؤساء إيران وتركيا وروسيا الجمعة في تجاوز خلافاتهم من أجل التوصل إلى حل لتفادي الكارثة الإنسانية الجديدة التي ستؤدي إلى وقوع خسائر في الأرواح في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا وحيث يحشد نظام بشار الأسد قواته استعدادًا لهجوم يبدو وشيكاً.
وشنّت طائرات روسية الجمعة غارات على محافظة إدلب، موقعة خمسة قتلى على الأقل، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وبدأ مئات المدنيين الخميس الفرار من مناطق في إدلب خوفاً من هجوم وشيك. وتتركز عمليات النزوح خصوصاً من الريف الجنوبي الشرقي الذي يستهدف منذ أيام بقصف جوي
سوري وروسي والذي يتوقع أن يشهد المعارك الأولى في حال بدأ الهجوم.وتمت الغارات بينما كانت القمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والايراني حسن روحاني والتركي رجب طيب اردوغان منعقدة وقبل ساعات على اجتماع لمجلس الأمن الدولي
بدعوة من واشنطن حول الوضع في إدلب.
وشهدت القمة سجالا بين الرئيسين الروسي والتركي حول صياغة البيان الختامي.
واعتبر بوتين من جهته أن «الحكومة السورية الشرعية لها الحقّ في استعادة السيطرة على كل أراضيها الوطنية، وعليها القيام بذلك».
ودعت ثماني منظمات دولية غير حكومية ناشطة في سوريا «القادة الدوليين» المجتمعين في طهران وفي نيويورك إلى «العمل معا لتفادي» وقوع «أسوأ كارثة إنسانية منذ بدء النزاع السوري قبل سبع سنوات»، والذي أدى الى مقتل أكثر من 350 ألف شخص وملايين النازحين.
قبل القمة، أشارت بعض وسائل الاعلام الى إمكان التوصل إلى اتفاق حول إدلب لكن البيان الختامي اكتفى بالقول إن الرؤساء الثلاثة اتفقوا على معالجة الوضع في إدلب «بروح من التعاون الذي طبع محادثات أستانا».
وصرح بوتين في أعقاب القمة «لقد تباحثنا في الاجراءات العملية لفرض الاستقرار على مراحل في منطقة خفض التوتر في إدلب، تشمل خصوصا إمكان أن
يوقع الراغبون في الحوار اتفاقا»، في إشارة إلى المقاتلين الراغبين في تسليم سلاحهم.
وطالب مبعوث الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا أمام مجلس الامن المنعقد في نيويورك الجمعة بإجراءات ملموسة.
وقال دي ميستورا عبر الفيديو «يجب منح الناس ممرًا آمنًا إلى الأماكن التي يختارونها إذا أرادوا المغادرة»، مضيفا «يجب أن نسمح بفتح عدد كاف من ممرات الإجلاء الطوعي المحمية للمدنيين في كل اتجاه: الشرق والشمال والجنوب».
ومن المقرر أن يجري دي ميستورا محادثات مع ممثلين عن تركيا وروسيا وإيران الأسبوع المقبل في جنيف حول الأزمة في إدلب.
المصدر: الاتحاد