كاتب سعودي
كتبت في تويتر: «أجمل ما في فواتير شركة الكهرباء أنها تحسسك أن بيتك عامر بحسك حتى وأنت مسافر في إجازة طويلة»، ساخرا من استمرار ارتفاع فاتورة الكهرباء حتى والبيت خال من أهله، فجاءتني بعدها فاتورة شركة المياه لتؤكد هي الأخرى على أنها حريصة على الحس العامر حتى في لحظات الغياب والصنابير المغلقة !
حقيقة لم أفهم فواتير الكهرباء والمياه لا شتاء ولا صيفا، فهي تبدو كما لو أنها لم تعد مرتبطة بفترات الاستهلاك الصيفية والشتوية بل مرتبطة بالأرقام العالية وحدها، ولو اشتكيت أرسلوا لك فنيين يسهلون عليك فهم حسابات اللوغاريتمات على حساباتهم لتبرير الزيادة !
السؤال الذي يطرح نفسه كيف سيكون الحال لو تمت زيادة تعرفة الكهرباء والمياه كما هو منتظر وفق البرامج المعلنة للتوازن المالي؟!
سيقول قائل إن حساب المواطن سيعوض عن فارق التكلفة، لكنها في الحقيقة مساعدة تخص شريحة من المواطنين وليس جميعهم، كما قد تعوض الفارق المباشر لكنها لا تعوض التكلفة غير المباشرة التي ستنشأ عن ارتفاع تكلفة إنتاج السلع والإيجارات وغيرها من التكاليف الرديفة في المجتمع !
شخصيا لا أعلم أي تقشف يمكن أن أمارسه مستقبلا أكثر من أنني أطفأت جميع الأجهزة والمقابس وأغلقت جميع الصنابير والمحابس في بيت خال من ساكنيه، ورغم ذلك اكتويت بفاتورتي الكهرباء والمياه !
المصدر: عكاظ