طارق إبراهيم
طارق إبراهيم
رئيس تحرير جريدة الوطن السعودية سابقاً

في هوشة الشيخين.. من فاز الكلباني أم العريفي؟

آراء

تشدني تغريدات الشيخ عادل الكلباني عبر “تويتر” فهو في الغالب يكتب مفيدا ويضيف جديدا، وله تعليقات ومداخلات لافتة وسابقة، تستحق التوقف عندها والتأمل فيها، وسبق لي أن التقيت الشيخ، ولا أذكر على المستوى الشخصي أنني وجدت أحدا ممن أعرف لديه قدرة على استحضار الآيات القرآنية استشهادا وإثباتا ومقارنة مثلما يفعل الشيخ الكلباني، وهو يتحدث إليك حتى أنك لتشعر أحيانا وكأنك لأول مرة تسمع هذه الآية، أو تفهم معناها.

وفي حواراته التلفزيونية والصحفية اعتاد الشيخ أن يطرح ما يستدعي الالتفات ويحدث تداعيات، كونه في ظني بات يقول دون وجل ما يؤمن به وما يعتقده، وإن كسب جراء منهجه هذا أعداء أو خسر أتباعا ممن لا يعشقون هذا المنهج، وحتما يبقى الشيخ عادل كغيره من الناس يؤخذ منه ويرد.

هذا الكلام قلته لصديق سألني قبل يومين عن الشيخ عادل وعن وجهة نظري فيما حدث بينه وبين الشيخ محمد العريفي، ومن فاز منهما بعد تغريدة الشيخ الكلباني التي انتقد فيها ضمنيا حملة الشيخ العريفي ضد إحدى القنوات التلفزيونية قائلا: “إذا كانت قناة… قناة العار فما عساها تكون قنوات.. وقناة… و.. وغيرها؟”، “كم أكره تزييف الخلاف الشخصي ليصبح ذا صبغةٍ دينيةٍ!”

لن أخوض هنا في التغريدات التوضيحية من الشيخين دفاعا وهجوما دون أن يذكر أحدهما اسم الآخر، لكنني وأنا أتابع تداعيات هذا الخلاف الناجم عن تغريدات الشيخين لاحظت أن المعارضين لكلام الشيخ عادل الكلباني أثناء الرد عليه استخدموا لغة لا تليق بمن يزعمون أنهم يتصدون للمنكر ويسعون للخير، ثم إن هذه اللغة التي دائما ما كتبت وقلت وكررت أنها ليست لغة القرأن وليست من هدي سيد الأنام؛ من العيب أن تقال لمن يختلف معهم من العوام أو ممن عرفت مواقفهم من أهل الدين والصلاح، فكيف بهؤلاء يستخدمونها مع شيخ جليل مثل الشيخ الكلباني.

في المقابل للشيخ محمد العريفي جهده الواضح والمعلوم في مجال الدعوة والدفاع عن الدين وأهله، وحاله كحال الشيخ الكلباني يؤخذ منه ويرد، ولهذا أستغرب من حال بعض الأتباع والمحبين للدعاة حينما يقع هذا الشيخ أو ذاك في خطأ أو تحدث منه زلة فيدافعون عنهم وكأنهم معصومون إلى الدرجة التي لا تجيز لأي كائن الاعتراض على ما يقولون أو يفعلون، وهم بذلك من حيث يعلمون أو لا يعلمون وقعوا في خطأ من ينتقدون معتقداتهم وأفكارهم من أنهم يقدسون علماءهم ورجال دينهم إلى الحد الذي يعصمهم من الأخطاء.

من حق الشيخ الكلباني أن يقول رأيه ومن حق الشيخ العريفي أن يوضح موقفه، ومن حق الشيخين علينا أن نحترمهما ونتأدب في الرد عليهما، وفي ذات الوقت ألا نبالغ في حب أي منهما للدرجة التي تدفعنا لشتم الآخر أو الطعن في نياته.

المصدر: الوطن اون لاين