رئيسة تحرير صحيفة الإمارات اليوم
على إرث زايد نبني، منه ننفتح على العالم، نتفاعل معه، نقترب من الجيران أكثر، نتكامل معهم، فكيف إذا كان هذا الجار هو السعودية التي قال زايد عنها يوماً: «دولة الإمارات العربية المتحدة مع السعودية قلباً وقالباً».
في هذه الأيام ونحن نحتفل باليوم الوطني، نحصد ثمار علاقة متجذرة تاريخياً وجغرافياً وشعبياً، طورتها سياسات ثابتة، بأن السعودية هي الحليف والأخ والصديق، يجمعنا بها المصير والهدف الواحد، وما دام الأمر كذلك فمن البديهي أن تكون الرؤى والسياسات واحدة، وهو الذي نرصده في لقاءات البلدين.
في القراءة الأولى لنتائج اجتماعات مجلس التنسيق بين البلدين في أبوظبي، أمس، برئاسة محمد بن زايد ومحمد بن سلمان، نفهم قوة الإرادة نحو الوصول بالعلاقات إلى مرحلة التكامل، فالمجلس تشكَّل بتوجيه الشيخ خليفة والملك سلمان، ويترأس اجتماعاته محمد بن زايد ومحمد بن سلمان، فالمجلس ليس مجرد لجنة مشتركة بين بلدين تبحث تطوير العلاقات، بل هو مجلس يبحث في توحيد العلاقات تعبيراً عن كلمات زايد الأولى التي سبقت زمنها ورسمت علاقات تاريخية واستراتيجية بين البلدين، ظهرت وتأكدت في مواقف كثيرة وعديدة على مر العقود الماضية، كما أكد محمد بن زايد.
نتائج الاجتماعات مبشرة، ونعتقد أنها الأنجح بين دولتين عربيتين، وتستهدف في المقام الأول رفاهية الشعبين وضمان مستقبل آمن للأجيال، اعتماداً على أدوات قوية تحسن قيادة البلدين استثمارها، بما يزيد قوة تحالفهما وزيادة تأثيرهما الإيجابي السياسي والاقتصادي على الساحة الدولية.
وفي اجتماعات أمس، عدّد محمد بن زايد ملامح قوة تكامل البلدين، وتأثيرها في الاقتصاد الدولي، وأن هذا النموذج في التكامل، الذي يجعل البلدين بين أقوى عشرة اقتصادات في العالم وأكثرها تأثيراً، لا يعود بالنفع على الدولتين فقط، بل يقود قاطرة التعاون الخليجي، ويقدّم نموذجاً استثنائياً للتعاون العربي العربي، ويضع البلدين في مكانة متميزة على خريطة التحالفات العالمية.
ونعتقد جازمين أن مثل هذا التحالف لا يسعد شعبينا فقط، بل كل الشعوب العربية، فهذه أول مرة في التاريخ العربي الحديث نجد دولتين تشكّلان هذا المحور الاقتصادي الذي يضعهما في قلب القرار الاقتصادي العالمي، وبالتالي القرار السياسي، واستثمار ذلك لخدمة قضايا الأمة والإنسانية.
هذه ليست أزهى عصور العلاقات بين البلدين فقط، بل هي بشرى أيضاً للشعبين وللمنطقة، بعلاقات تعود بالأمن والاستقرار على المنطقة، وبتحولات تنموية عملاقة تقود إلى ازدهار المنطقة ويمتد تأثيرها إلى العالم.
إرادة البلدين تلتقي في مسار واحد يبني الأمل ويعزز تقدمهما وحضورهما في المشهد الدولي، خاصة أن الإمارات على أعتاب استضافة إكسبو 2020 دبي الذي يجمع نحو 200 دولة على أرض الإمارات، فيما تترأس السعودية مجموعة العشرين في 2020، وهو ما اعتبره محمد بن سلمان خير دليل على ما تحظى به البلدان من مكانة دولية.
المبادرات التي تم استعراضها في المجلس مبادرات ينتهجها بلد واحد، والمعنى أن هذا دليل شديد الوضوح على اقتراب العلاقات من التكامل وبناء نموذج استثنائي من التعاون والتحالف، وانتهاج سياسات موحدة تستفيد من مكامن قوتهما في تحقيق أهداف شعبي البلدين، وتعميم الفائدة على شعوب المنطقة، قوة للخير تترجم كلمات زايد، بقلب واحد.
المصدر: البيان